فلابد للصديق من الأغضاء والإغماض عن عيوب صديقه لئلا يبقى بلا صديق.
* الأصل:
2 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، ومحمد بن سنان، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): (لا تفتش الناس فتبقى بلا صديق).
* الشرح:
قوله: (لا تفتش الناس فتبقى بلا صديق) يعني أن وجدت صديقا صالحا بحسب ظاهر حاله فحسبك صداقته فلا تفتش في باطن أمره فإنك إن فتشت تجده فاسدا فتتركه وتبقى بلا صديق والبقاء بلا صديق غير مستحسن لأن الإنسان في السراء والضراء والشدة والرخاء والتعيش والبقاء محتاج إليه.
باب نادر * الأصل:
1 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن العلاء بن الفضيل وحماد بن عثمان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (انظر قلبك فإذا أنكر صاحبك فإن أحد كما قد أحدث).
* الشرح:
قوله: (انظر قلبك فإذا انكر صاحبك) أي أبغضه وهو لا محالة أبغضك أيضا (فإن أحدكما أحدث) سببه فإن بغضك له أمر ممكن ولكل ممكن سبب فإن كان احداثه منه سببا لبغضك له كان إحداثه منك أيضا سببا لبغضه لك لعدم الفرق، وهذا التعليل في غاية اللطف في الدلالة على أن البغض من الطرفين.
* الأصل:
2 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، الحسن بن يوسف، عن زكريا بن محمد، عن صالح بن الحكم قال: سمعت رجلا يسأل أبا عبد الله (عليه السلام) فقال:
الرجل يقول: أودك فكيف أعلم أنه يودني؟ فقال: (امتحن قلبك فإن كنت توده فإنه يودك).
* الشرح:
قوله: (امتحن قلبك فإن كنت توده فإنه يودك) أريد بالود الحب في الله وهو بين الطرفين ولا يزول إلا الله وأما الود المجازي لأغراض الدنيا فهو قد لا يكون من الطرفين وكثيرا ما يزول لعدم حصول تلك الأغراض.
* الأصل:
3 - أبو بكر الحبال، عن محمد بن عيسى القطان المدائني قال: سمعت أبي يقول: حدثنا مسعدة