مشرك والله أعلم.
(فقال: السلام على من ابتع الهدى) فيه بيان لكيفية التسليم على أهل الملل الباطلة وإنما لم يسلم على أبي طالب وحده مع أنه كان مسلما لئلا يفهموا بذلك إسلامه (ثم جلس فخبره أبو طالب بما جاء له) خبره تخبيرا بمعنى أخبره.
فقال: أو هل له في كلمة خير لهم من هذا؟) الهمزة للاستفهام والواو للعطف على مقدر ولهم متعلق بمحذوف وخير خبر مبتدء والتقدير أقالوا هذا وهل لهم رغبة في كلمة هي خير لهم من هذا الذي طلبوه.
(فوضعوا أصابعهم في آذانهم) تحاشيا من استماع هذه الكلمة الشريفة الدالة على التوحيد المطلق (وخرجوا هرابا) بضم الهاء وشد الراء للمبالغة في الهرب.
(وهم يقولون ما سمعنا بهذا) الذي يقول والواو للحال (في الملة الآخرة) هي ملة آبائهم أو ملة عيسى التي هي آخر الملل لأن النصارى كانوا على التثليث (ان هذا إلا اختلاق) أي كذب اختلقه وافتراه.
* الأصل:
6 - محمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد، عن علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (تقول في الرد على اليهودي والنصراني: سلام).
* الشرح:
قوله: (تقول في الرد على اليهودي والنصراني: سلام) يحتمل أن يكون سلام بفتح ويؤيده قوله تعالى: (سأستغفر لك ربي) وقوله تعالى: (وقل سلام فسوف تعلمون) والوجه في جواز ذلك انه لم يقصد بهذا السلام التحية وإنما قصد به المباعدة والمشاركة ويحتمل أن يكون بكسر السين ويؤيده مذهب بعض العامة من أنه ينبغي أن يقول في الرد عليكم السلام بكسر السين والسلام بالكسر الحجارة.
* الأصل:
7 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: قلت لأبي الحسن موسى (عليه السلام): أرأيت إن احتجت إلى متطبب وهو نصراني أن اسلم عليه وأدعو له؟ قال:
(نعم لا ينفعه دعاؤك).
8 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن عبد الرحمن ابن الحجاج قال: قلت لأبي الحسن موسى (عليه السلام): أرأيت إن احتجت إلى الطبيب وهو نصراني [أن] اسلم