تأملوا أمرهم في حال تشتتهم وتفرقهم ليالي كانت الأكاسرة والقياصرة أربابا لهم، يحتازونهم عن ريف الآفاق (2)، وبحر العراق وخضرة الدنيا إلى منابت الشيح، ومهافي الريح (3)، ونكد المعاش.
فتركوهم عالة مساكين إخوان دبر ووبر (4)، أذل الأمم دارا، وأجدبهم قرارا. لا يأوون إلى جناح دعوة يعتصمون بها (5)، ولا إلى ظل ألفة يعتمدون على عزها. فالأحوال مضطربة، والأيدي مختلفة، والكثرة متفرقة. في بلاء أزل (6)، وإطباق جهل! من بنات موءودة (7)، وأصنام معبودة، وأرحام مقطوعة، وغارات مشنونة فانظروا إلى مواقع نعم الله عليهم حين بعث إليهم رسولا (8)،
____________________
وروايتها (1) الاعتدال هنا التناسب. والاشتباه التشابه (2) يحتازونهم: يقبضونهم عن الأراضي الخصبة (3) المهافي: المواضع التي تهفو فيها الرياح أي تهب. والنكد - بالتحريك - أي الشدة والعسر (4) الدبر - بالتحريك - القرحة في ظهر الدابة.
والوبر: شعر الجمال. والمراد أنهم رعاة (5) لا يأوون: لم يكن فيهم داع إلى الحق فيأوون إليه ويعتصمون بمناصرة دعوته (6) بلاء أزل: على الإضافة. والأزل - بالفتح (*) - الشدة (7) من وأد بنته - كوعد - أي دفنها وهي حية. وكان بنو إسماعيل من العرب يفعلون ذلك ببناتهم. وشن الغارة عليهم: صبها من كل وجه (8) هو نبينا
والوبر: شعر الجمال. والمراد أنهم رعاة (5) لا يأوون: لم يكن فيهم داع إلى الحق فيأوون إليه ويعتصمون بمناصرة دعوته (6) بلاء أزل: على الإضافة. والأزل - بالفتح (*) - الشدة (7) من وأد بنته - كوعد - أي دفنها وهي حية. وكان بنو إسماعيل من العرب يفعلون ذلك ببناتهم. وشن الغارة عليهم: صبها من كل وجه (8) هو نبينا