وأسرج لها حدقتين قمراوين (2). وجعل لها السمع الخفي، وفتح لها الفم السوي، وجعل لها الحس القوي، ونابين بهما تقرض، ومنجلين بهما تقبض (3) يرهبها الزراع في زرعهم، ولا يستطيعون ذبها (4).
ولو أجلبوا بجمعهم، حتى ترد الحرث في نزواتها (5)، وتقضي منه شهواتها. وخلقها كله لا يكون إصبعا مستدقة فتبارك الله الذي يسجد له من في السماوات والأرض طوعا وكرها، ويعنو له خدا ووجها، ويلقي إليه بالطاعة سلما وضعفا، ويعطي له القياد رهبة وخوفا. فالطير مسخرة لأمره. أحصى عدد الريش منها والنفس، وأرسى قوائمها على الندى واليبس (6). وقدر أقواتها، وأحصى
____________________
(1) لم يلجأوا: لم يستندوا. وأوعاه - كوعاه - بمعنى حفظه (2) أي مضيئتين كأن كلا منهما ليلة قمراء أضاءها القمر (3) المنجل - كمنبر - آلة من حديد معروفة يقضب بها الزرع. قالوا أراد بهما هنا رجليها لاعوجاجهما وخشونتهما (4) دفعها (5) وثباتها، نزا عليه:
وثب (6) المراد من الندى هنا مقابل اليبس بالتحريك فيعم الماء، كأنه يريد أن
وثب (6) المراد من الندى هنا مقابل اليبس بالتحريك فيعم الماء، كأنه يريد أن