أما ترحم من نفسك ما ترحم من غيرك. فربما ترى الضاحي لحر الشمس فتظله (2)، أو ترى المبتلي بألم يمض جسده (3) فتبكي رحمة له، فما صبرك على دائك، وجلدك على مصابك، وعزاك عن البكاء على نفسك. وهي أعز الأنفس عليك. وكيف لا يوقظك خوف بيات نقمة (4) وقد تورطت بمعاصيه مدارج سطواته. فتداو من داء الفترة في قلبك بعزيمة، ومن كرى الغفلة في ناظرك بيقظة (5). وكن لله مطيعا، وبذكره آنسا. وتمثل في حال توليك عنه إقباله عليك (6).
يدعوك إلى عفوه ويتغمدك بفضله وأنت متول عنه إلى غيره. فتعالى من قوي ما أكرمه (7)، وتواضعت من ضعيف ما أجرأك على معصيته وأنت في كنف ستره مقيم، وفي سعة فضله متقلب. فلم يمنعك فضله
____________________
بطلت. وأبرح بنفسه أي أعجبته نفسه بجهالتها (1) بل مرضه يبل كقل يقل بلولا حسنت حاله بعد هزال (2) ضحا ضحوا وضحوا: برز في الشمس (3) يمض جسده يبالغ في نهكه (4) أي خوف أن تبيت بنقمة من الله ورزية تذهب بنعيمك وقد وقعت بمعاصيه في طرق سطواته وتعرضت لانتقامه (5) الكرى - بالفتح والقصر - النوم (6) تمثل تصور واذكر عند إعراضك عن الله إلى لهوك أنه مقبل عليك بنعمه ويتغمدك أي يغمرك (7) الضمير في تعالى لله