1) الحقيقة الإزائية: إن وجوه الائتلاف ووجوه الاختلاف بين الأناجيل الإزائية تتناول كلا من المواد المستعملة، والترتيب الذي ترد فيه هذه المواد، والمبنى.
- أما المواد، فإليك بيانا تقريبيا بعدد الآيات المشتركة بين إنجيلين أو ثلاثة:
متى مرقس لوقا مشتركة بين ثلاثة 330 330 330 مشتركة بين متى ومرقس 178 178 مشتركة بين مرقس ولوقا 100 100 مشتركة بين متى ولوقا 230 230 خاصة بكل منها 330 53 500 فبجانب الأقسام المشتركة مراجع خاصة بكل من الأناجيل.
- وأما الترتيب، فتنقسم الفقرات إلى أربع مجموعات: إعداد رسالة يسوع، رسالته في الجليل، صعوده إلى أورشليم، رسالته في أورشليم وآلامه وقيامته.
يوزع متى فقراته في داخل هذه المجموعات الأربع وفقا لترتيب خاص به، حتى الفصل الرابع عشر، يوزع فقراته المشتركة بينه وبين مرقس وفقا لترتيب واحد. ويدخل لوقا الفقرات الخاصة به في مجموعة مطابقة تماما لمجموعة متى (مثلا لوقا من 6 / 20 إلى 8 / 3 أو من 9 / 51 إلى 18 / 14). ولا بد من الانتباه إلى وجود وجوه اختلاف في داخل ذلك الائتلاف الإجمالي، وأحيانا في داخل الفقرات المشتركة بعينها (مثلا في لوقا دعوة التلاميذ أو زيارة الناصرة).
- وأما المبنى: فإننا نجد أيضا ائتلافا شديدا بين النصوص. ومثل ذلك كلمة نادرة (أفييناي) ترد في متى 9 / 6 ومرقس 2 / 10 ولوقا 5 / 24، أو كلمتان فقط من أصل 63 تختلفان في متى 3 / 7 - 10 ولوقا 3 / 7 - 9. ومن جهة أخرى، ينشأ فجأة اختلاف في فقرات مؤتلفة ائتلافا شديدا: فهناك كلمات مختلفة في هيكل ثابت أو هيكل مختلف في كلمات واحدة.
2) تفسير الواقع الإزائي: يتم حل المشكلة التي يثيرها الواقع الإزائي عندما تفسر وجوه الائتلاف ووجوه الاختلاف في آن واحد.
يجمع النقاد على بعض الأمور أولها أصل الأناجيل. فهناك عاملان كان لهما تأثير في حالة النصوص كما هي الآن، هما عمل الجماعة التي كونت التقليد الشفهي والخطي وعمل الكاتب الذي نسق مختلف التقاليد. والاختلاف في الآراء يعود في جوهره إلى الأهمية النسبية التي يوليها النقاد هذا العمل أو ذاك. فهل من الممكن أن نفسر جميع الاختلافات بالرجوع إلى نشاط الكاتب في تحريره أم لا بد من اللجوء إلى صلات قامت في وقت سبق عهد الأناجيل الإزائية؟
3) فإن معظم النقاد يقتنعون بمبدأ المصدرين. يقول أصحاب هذا الرأي أن لمتى ولوقا علاقة مباشرة بمرقس وبمصدر مشترك مستقل عن متى. فلكل إنجيل تقاليد خاصة به. ولكن مرقس وتلك