تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ٣
حيث لم يوجد ما لا ينقذ الروح غيره كاساغة اللقمة به وكقوله ينفع لكذا مراعيا فيه بإذن الله تعالى وإن لم يصرح به وكقوله في الطلاسم افعل لي كذا وأما قوله واسجد فمدسوس عليه أو على سبيل الحكاية كما تقدم أو يؤول فلا تعتد يا أخي بما ذكر في حقه من الالحاد وغيره، ولتعلم يا أخي وتعتقد أن الأدوية والأغذية وسائر المفردات والمركبات ليس في طبعها ولا قوتها أن تجلب نفعا ولا تدفع ضررا وإنما الله سبحانه وتعالى هو الفاعل المختار والنافع الضار يحدث عند تعاطيها النفع والضرر عادة وقد تتخلف ولا يجوز تعاطيه لغير إسلامي لأنه مشتمل على أحاديث كثيرة ولا يجز إعارتها ولا مطالعتها له لأنه من الكبائر.
بسم الله الرحمن الرحيم، بحمدك اللهم حمد العارفين بوحدانيتك، المعترفين بربوبيتك، الخاضعين لعظمتك المعتبرين بحكمتك، خلقت الانسان وفضلته على سائر الحيوان وجعلته زبدة عالم الكون والفساد وركبته من جوهرين متضادين أحدهما ملكي روحاني وهو النفس الناطقة والثاني الجسم الحيواني القريب من الاعتدال والموافقة وكلفته إذ أهلته أن يكون محلا لكل علم وبرهان خلقت كل الخلق قبله وخلقته أخيرا ومنحته بكل كمال فصار عليما بصيرا خلقته سبحانك من قدوس سبوح وخلقت كل شئ من أجله إذا كان ذا جسم ونفس وروح وحبوته مذ خلقته بأفضل الهبات فاستنبط به سائر المهن والصناعات وميزته بالمعقولات والمحسوسات وخصصته بالعلوم الثلاث المبرهنات وهى الرياضي والطبيعيات والإلهيات يندرج تحت كل علم منها عدة علوم وكان أشرفها بعد العلم الإلهي الشريف العلم المكتوم وهو العلم الموسوم بالطب الذي شرفه الله تعالى وجعله ذا شأن ورفعة وكيف لا يكون شريفا في نفسه وهو كنز الله تعالى الأعظم في الأرض وسره الأكبر لأنه مقدم على سائر العلوم لكونه حافظا للصحة التي مدار كمال قيام العبودية عليها على الوجه الطبيعي لان أقصى ما طلبه أصحاب هذا العلم الوقوف على أسرار الخليقة والتشبه بأفعال الطبيعة حتى حدوا حدودا في الجمع بين العناصر المتمازجة الأقطار المتحاولة القوى والكسر لتساويهما بتعديل الأمزجة التي ترد الأطراف إلى الأوساط ويكمل بها فعل القوى والخواص وإخراج جميع ذلك من المعدن والنبات والحيوان من القوة إلى الفعل وإبرازه إلى الوجود من هوية العدم والدلالة على الفائدة العظمى وتحقيق البعث ورد الأرواح إلى الأجساد بعد انحلال التركيب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة خالصة عن شوائب التجسيم، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا صلى الله عليه وسلم المبعوث للخلق كافة بالترغيب والترهيب وعلى آله وأصحابه وعترته الذين شيدوا الدين بعد ما كان غريب وبعد: فانى رأيت في كتاب الكنوز لابن سينا دعوة الكواكب محذوفة المناجاة مع اختصار في الدعوات وها أنا أسطر تتمة ما سبق إن شاء الله مبتدئا بدعوة الشمس فأقول (دعوة الشمس) أيتها السيدة الحارة اليابسة المنيرة الدنيا الحكيمة ملكت قياد الكواكب فانقادت بك وعلوت عليها فذلك لك إن بعدت عنها رجعت إليك ومن نورك تقتبس وبضيائك تشرف ولك الفضل على جميعها وأنت الملكة عليهم وبك يسعدون إذا نظرت إليهم وتنحس إذا جامعت أسألك أن تعاملينا بفضلك وتردى عنا شرك وأن تفعلى لي مرادي ومقصودي يا رب وأنجح (دعوة الزهرة) أيتها السيدة المباركة الرطبة المعتدلة اللطيفة العطرة الحسنة الخلقة الضاحكة صاحبة الحلى والزينة والذهب والفضة والطرب والسماع الذي به الجيدان صاحبة اللعب والمزاج القاهرة الطالبة الهائلة المتأكدة عاملة المحبة حرة النكاح صاحبة السرور أسألك أن تفعلى لي مقصودي بإذن الله تعالى
(٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197