غايته. أما نتيجة هذا العمل فعند الله أمرها.
* من هؤلاء (يزيد بن قيس الأرجي):
لقد حرض الناس فقال: إن المسلم السليم من سلم دينه ورأيه، وإن هؤلاء القوم والله إن يقاتلوننا على إقامة دين رأونا امتناه. وإن يقاتلوننا إلا على هذه الدنيا، ليكونوا جبابرة فيها ملوكا. فلو ظهروا عليكم لا أراهم الله ظهورا ولا سرورا. ألزموكم بمثل سعيد والوليد وعبد الله بن عامر السفيه الضال. يجيز أحدهم في مجلسه بمثل ديته ودية أبيه وجده، يقول هذا لي ولا إثم علي. كأنما أعطى تراثه عن أبيه وأمه، وإنما هو مال الله عز وجل، أفاءه علينا بأسيافنا وأرماحنا. فقاتلوا عباد الله القوم الظالمين الحاكمين بغير ما أنزل الله، ولا يأخذكم في جهادهم لوم لائم. ثم فإنهم ما ازدادوا إلى يومهم إلا شرا (1).
* ومنهم (عبد الله بن بديل):
قال في الناس: إلا أن معاوية ادعي ما ليس أهله، ونازع هذا الأمر من ليس مثله، وجادل بالباطل ليدحض به الحق، وصال عليكم بالأعراب والأحزاب قد زين لهم الضلالة وزرع في قلوبهم حب الفتنة. وليس عليهم الأمر، وزادهم رجسا إلى رجسهم، وأنتم على نور من ربكم، وبرهان مبين. فقاتلوا الطغاة الجفاة ولا تخشوهم. فكيف تخشونهم وفي أيديكم كتاب الله عز وجل طاهرا مبرورا؟ " أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين. قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين "، وقد قاتلناهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة، وهذه ثانية، والله ما هم في هذه بأتقى ولا أزكي ولا أرشد قوموا إلى عدوكم، بارك الله عليكم، فقاتل قتالا شديدا هو وأصحابه (2).
وروي: كان على عبد الله بن بديل بصفين ومعه سيفان فكان يضرب