كانوا على الأثر؟ كيف أمر بالاستعاذة إذن؟
إن الجماعة لم يرفع أعلامها البغاة، ومن الطريف أيضا أن الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب سأل ابن المبارك. من الجماعة؟ فقال ابن المبارك: أبو بكر وعمر. قال علي بن الحسين: قد مات أبو بكر وعمر. فقال ابن المبارك: فلان وفلان، فقال له: قد مات فلان وفلان. فقال ابن المبارك:
أبو حمزة السكري جماعة! قال الترمذي: وأبو حمزة هو محمد بن ميمون وكان شيخا صالحا. وإنما قال هذا في حياته " (1).
إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " يد الله مع الجماعة " (2)، فبيد من قتل عمار وحجر بن عدي والحسين ومن معه وعلى يد من تم اجتياح المدينة وحوصرت مكة ورمي البيت بالحجارة؟ إن الذين كانوا مع النبي هو الذين لم يرفعوا السلاح في وجه حبل النبي وسبيله وساروا من بعده على الأثر وظهروا تحت شعاع نور السنة، فالنور لا يرى ولكن ترى به الأشياء.
إن الأمة بجميع فرقها ومذاهبها متفقة على الكتاب والسنة. ورغم ذلك اختلفت الأمة ضروبا من الاختلاف في الأصول والفروع. وتنازعوا فيها فنونا من التنازع في الواضح والمشكل من الأحكام والحلال والحرام والتفسير والتأويل والعيان والخبر والعادة الاصطلاح. والعمود الفقري لهذا الاختلاف ينحصر في:
ممن تأخذ السنة؟ فهناك مدرسة نأخذ السنة من الصحابة. والصحابة عند هذه المدرسة ثقات عدول. والقرآن يرد على هذه المدرسة قولها. قال تعالى في نفر من الصحابة: (إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم) (3)، فالصحابة الذين رموا فراش رسول الله هل يستبعد عليهم أن يكذبوا على رسول الله؟ كيف يدخل دائرة العدول من أدخله الله في دائرة الإثم