إذا سمعتموه عقل رعاية لا عقل رواية. فإن رواة العلم كثير ورعاته قليل " (1).
وقال: " ما اختلفت دعوتان إلا كانت إحداهما ضلالة " (2)، وروي أنه لما بلغه حديث أبو بكرة قال: القاتل والمقتول منهم... ونحن إذا نظرنا في جانب آخر.
نجد أن أبا بكرة كان يرجح أن أهل الجمل لن يفلحوا. ووفقا على ترجيحه هذا حدد خطوات نفسه. ولم يحدد خطواته على حديث القاتل والمقتول في النار.
روى البخاري عنه أنه قال: " لقد نفعني الله بكلمة أيام الجمل لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن فارسا ملكوا ابنة كسرى قال: " لن يفلح قوم ولوا.
أمرهم امرأة " (3)، وقال في فتح الباري: زاد الإسماعيلي عن طريق عوف " قال أبو بكرة: فعرفت أن أصحاب الجمل لن يفلحوا "، ونقل ابن بطال عن المهلب أن ظاهر حديث أبي بكرة يوهم توهين رأي عائشة فيما فعلت (4)، وروى الترمذي أن أبا بكرة بعد أن ساق الحديث قال: " فلما قدمت عائشة ذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فعصمني الله " (5).
مما سبق نعلم أن أبا بكرة كان يرجح أن الهزيمة ستصب على أهل الجمل. لكنه قال لمن أراد أن يلتحق بجيش علي " القاتل والمقتول في النار " وهذا من خوفه على الأحنف من شدة القتال. وترتب على هذا اعتزال الأحنف بأتباعه وكان معه زهاء ستة آلاف مقاتل (6). وفي موقف آخر التبست فيها الأمور عند عملية حشد القوات. روي أن الإمام علي ذهب إلى لاهيان بن صيفي. وكان له صحبة. فقام الإمام على باب حجرته وقال له: كيف أنت يا أبا مسلم. قال:
بخير. فقال الإمام: ألا تخرج معي إلى هؤلاء القوم فتعينني. قال: إن خليلي عليه الصلاة والسلام وابن عمك. عهد إلى إذا كانت فتنة بين المسلمين أن اتخذ