معالم الفتن - سعيد أيوب - ج ٢ - الصفحة ١٥
المدينة. ثم يلزم كل امرئ بقدر ما احتمل. فارجعا أيها الشيخان عن رأيكما.
فإن الآن أعظم أمركما بالعار. من قبل أن يجتمع العار والنار. والسلام " (1).
وبينما الإمام يبعث برسائله، علم وهو في الربذة بما حدث لعامله عثمان بن حنيفة في البصرة وبالقتلى الذين قتلوا ظلما وعدوانا (2)، كما علم أن أبا موسى الأشعري يثبط الناس عنه بالكوفة. وتحرك الإمام إلى ذي قار، يقول ابن عباس عندما دخل عليه: فأتيته فوجدته يخصف نعلا (3). فقلت له: نحن إلى أن تصلح من أمورنا أحوج منا إلى ما تصنع. فلم يكلمني حتى فرغ من نعله. ثم ضمها إلى صاحبتها وقال لي: قومهما. فقلت: ليس لهما قيمة، قال:
ذاك! قلت: كسر درهمه، قال: والله أيهما أحب إلى من أمركم هذا إلا أن أقيم حقا أو أدفع باطلا. ثم خرج فخطب الناس فقال:
إن الله سبحانه بعث محمدا صلى الله عليه وسلم، وليس أحد من العرب يقرأ كتابا، ولا يدعي نبوة. فساق الناس حتى بوأهم محلتهم (4) وبلغهم منجاتهم. فاستقامت قناتهم (5). واطمأنت صفاتهم (6). أما والله إن كنت لفي ساقتها. حتى تولت بحذافيرها. ما عجزت ولا جبنت وإن مسيري هذا لمثلها.
فلأنقبن الباطل حتى يخرج الحق من جنبه. ما لي ولقريش! والله لقد قاتلتهم كافرين، ولأقاتلنهم مفتونين، وإني لصاحبهم بالأمس. كما أنا صاحبهم اليوم والله ما تنقم منا قريش إلا أن الله اختارنا عليهم. فأدخلناهم في حيزنا " (7).
فالإمام في كلامه. كأنه جعل الباطل كشئ قد اشتمل على الحق. واحتوى عليه. وصار الحق في طيه. كالشئ الكامن المستتر فيه. فأقسم لينقبن ذلك.

(1) ابن أبي الحديد 95 / 5.
(2) الطبري 186 / 5.
(3) يخصف بغله / أي يخرزها.
(4) أي أسكنهم منزلهم، أي ضرب الناس على الإسلام حتى أوصلهم إليه.
(5) أي كانت قناتهم معوجة فاستقامت.
(6) أي كانت تزلزله فاستقرت.
(7) ابن أبي الحديد 404 / 1.
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 معارك الامام أولا - يوم الجمل 1 - الناكثون في البصرة 7
2 2 - مسير الإمام علي 12
3 3 - على أعتاب الحرب 22
4 4 - الحرب 28
5 ثانيا - أيام صفين 1 - إقامة الحجة 42
6 2 - معاوية وسياسة التشكيك 45
7 3 - الاعلام العلوي 59
8 4 - الاصطفاف للقتال 70
9 القتال 76
10 6 - مشاهد من ميدان القتال 85
11 7 - عندما اتخذوا المصاحف جدارا 100
12 ثالثا - التخاذل وغياب القمر 1 - خيمة التحكيم 112
13 2 - قتال المارقين 120
14 3 - التخاذل 128
15 4 - غارات معاوية 140
16 5 - ليلة بكى فيها القمر 145
17 6 - وغاب القمر 149
18 7 - لهيب الليل 155
19 جداول الدماء أولا - عاصفة الأمطار الحمضية 1 - بيعة الحسن بن علي 167
20 2 - القتال بالذهب والفضة 171
21 3 - الغدر 177
22 4 - وفاء وحقائق على الطريق 181
23 5 - نظرات في مقعد جديد 189
24 6 - اتهام الأمين 191
25 7 - إئتمان الخائن 204
26 ثانيا - دماء حول كهف النفاق 1 - قلوب من نحاس 218
27 2 - مقتل حجر بن عدي 220
28 3 - هل رأيت آية النار 226
29 4 - مقتل أبي عبد الله الحسين 231
30 أولا - وجاء وفد أغيلمة قريش 231
31 ثانيا - أبناؤنا خير من أبنائهم 236
32 ثالث - النبي صلى الله عليه وسلم يبكي 242
33 رابعا - على مفترق الطريق 251
34 خامسا - الرسائل والحصار 256
35 سادسا - العزيمة والاصرار 260
36 سابعا - التخويف والإرهاب 263
37 ثامنا - صمود على الطريق 270
38 تاسعا - وجاء الطغاة 279
39 عاشرا - القتلة واللصوص 287
40 إحدى عشر - سلام عليك أبا عبد الله 295
41 1 - صرخات الحسين 296
42 2 - والله إنه ليحزنني قتل الحسين 298
43 اثنى عشر - بكاء وأحداث: في دار أم سلمة رضي الله عنها 301
44 في دار عبد الله بن عباس 302
45 في قصر الامارة 303
46 في قصر الخلافة 306
47 الظهور والتشويه 309
48 نظرات على كربلاء 313
49 5 - الاستعباد 314
50 أولا - يوم الحرة أو يوم الأنصار 315
51 ثانيا - الوحل 323
52 1 - حركة عبد الله بن عمر بن الخطاب 335
53 2 - حركة أنس بن مالك 339
54 ما أشبه الليلة بالبارحة أولا - رياح الفرعونية 1 - تشابه القلوب 358
55 2 - دائرة الرؤية الفرعونية 362
56 نظرات على الأطلال أ - صدود وردود 379
57 ب - إفرازات فكرية 388
58 ج - من مقدمات الإفرازات الفكرية 416
59 ثانيا - آراء وشهود 1 - آراء 440
60 2 - الشهود 459