معالم الفتن - سعيد أيوب - ج ٢ - الصفحة ٢١٩
المعروف بزياد بن أبي سفيان، ويقال فيه زياد بن أبيه، ويقال زياد بن أمه.
وادعاه معاوية وألحقه بأبيه أبي سفيان وصار من جملة أصحابه. وكان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قد حذر زياد من معاوية فقال له: " إن معاوية يأتي المرء من بين يديه ومن خلفه فاحذره " (1).
وكان معاوية يريد أن يخترق جبهة علي، فبعث إلى زياد يغريه بهذا الاستلحاق، وكان زياد وقتئذ عاملا لعلي. وبعد وفاة أمير المؤمنين راسل معاوية زياد رغبة منه في أن يستعين به في تأسيس ملكه والقضاء على المعارضة.
وبدخول زياد خيمة معاوية جرت الدماء أنهارا، ولم تقف حتى بعد وفاة زياد الذي خلفه ابنه فكان شر خلف لشر سلف.
وروى الطبري: كان زياد أول من شد أمر السلطان، وأكد الملك لمعاوية، وألزم الناس الطاعة، وتقدم في العقوبة، وجرر السيف، وأخذ بالظنة، وعاقب على الشبهة، وخافه الناس في سلطانه خوفا شديدا (2). وكان زياد أول من سير بين يديه بالحراب، ومشى بين يديه بالعمد (3). وضم معاوية إلى زياد الكوفة، فكان أول من جمع له الكوفة والبصرة (4). وقام زياد بتعيين سمرة بن جندب عاملا له على البصرة، وكان يقيم ستة أشهر بالكوفة وستة أشهر بالبصرة (5).
وسمرة بن جندب شرب من إناء زياد كل معالم القسوة، يقول الطبري:
سئل أنس بن سيرين، هل كان سمرة قتل أحدا؟ قال: وهل يحصى من قتل سمرة بن جندب؟، استخلفه زياد على البصرة، فقتل ثمانية آلاف من الناس، وعندما قيل له: هل تخاف أن تكون قد قتلت أحدا بريئا قال: لو قتلت إليهم ا

(1) أسد الغابة 272 / 2.
(2) الطبري 126 / 6.
(3) الطبري 127 / 6.
(4) الطبري 128 / 6.
(5) الطبري 131 / 6.
(٢١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 معارك الامام أولا - يوم الجمل 1 - الناكثون في البصرة 7
2 2 - مسير الإمام علي 12
3 3 - على أعتاب الحرب 22
4 4 - الحرب 28
5 ثانيا - أيام صفين 1 - إقامة الحجة 42
6 2 - معاوية وسياسة التشكيك 45
7 3 - الاعلام العلوي 59
8 4 - الاصطفاف للقتال 70
9 القتال 76
10 6 - مشاهد من ميدان القتال 85
11 7 - عندما اتخذوا المصاحف جدارا 100
12 ثالثا - التخاذل وغياب القمر 1 - خيمة التحكيم 112
13 2 - قتال المارقين 120
14 3 - التخاذل 128
15 4 - غارات معاوية 140
16 5 - ليلة بكى فيها القمر 145
17 6 - وغاب القمر 149
18 7 - لهيب الليل 155
19 جداول الدماء أولا - عاصفة الأمطار الحمضية 1 - بيعة الحسن بن علي 167
20 2 - القتال بالذهب والفضة 171
21 3 - الغدر 177
22 4 - وفاء وحقائق على الطريق 181
23 5 - نظرات في مقعد جديد 189
24 6 - اتهام الأمين 191
25 7 - إئتمان الخائن 204
26 ثانيا - دماء حول كهف النفاق 1 - قلوب من نحاس 218
27 2 - مقتل حجر بن عدي 220
28 3 - هل رأيت آية النار 226
29 4 - مقتل أبي عبد الله الحسين 231
30 أولا - وجاء وفد أغيلمة قريش 231
31 ثانيا - أبناؤنا خير من أبنائهم 236
32 ثالث - النبي صلى الله عليه وسلم يبكي 242
33 رابعا - على مفترق الطريق 251
34 خامسا - الرسائل والحصار 256
35 سادسا - العزيمة والاصرار 260
36 سابعا - التخويف والإرهاب 263
37 ثامنا - صمود على الطريق 270
38 تاسعا - وجاء الطغاة 279
39 عاشرا - القتلة واللصوص 287
40 إحدى عشر - سلام عليك أبا عبد الله 295
41 1 - صرخات الحسين 296
42 2 - والله إنه ليحزنني قتل الحسين 298
43 اثنى عشر - بكاء وأحداث: في دار أم سلمة رضي الله عنها 301
44 في دار عبد الله بن عباس 302
45 في قصر الامارة 303
46 في قصر الخلافة 306
47 الظهور والتشويه 309
48 نظرات على كربلاء 313
49 5 - الاستعباد 314
50 أولا - يوم الحرة أو يوم الأنصار 315
51 ثانيا - الوحل 323
52 1 - حركة عبد الله بن عمر بن الخطاب 335
53 2 - حركة أنس بن مالك 339
54 ما أشبه الليلة بالبارحة أولا - رياح الفرعونية 1 - تشابه القلوب 358
55 2 - دائرة الرؤية الفرعونية 362
56 نظرات على الأطلال أ - صدود وردود 379
57 ب - إفرازات فكرية 388
58 ج - من مقدمات الإفرازات الفكرية 416
59 ثانيا - آراء وشهود 1 - آراء 440
60 2 - الشهود 459