فامتنع من ذلك وقال: أو تعفيني؟ قال: لا. فصعد صعصعة المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: معاشر الناس إن معاوية أمرني أن ألعن عليا. فالعنوه لعنه الله (1).
وهكذا مرت ثقافة السب. ولقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الثقافة وبين أهدافها الحقيقية. روى عن عبد الله الجدلي أنه قال: دخلت على أم سلمة رضي الله عنها فقالت لي: أيسب رسول الله صلى الله عليه وسلم!؟ قلت: معاذ الله أو سبحان الله. قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: من سب عليا فقد سبني (2).
أنظر إلى قول أم المؤمنين: أيسب رسول الله فيكم؟ إنها لم تقل: أيسب علي فيكم: لأن عليا درجة على طريق طاهر طويل. وفي مواجهة أخرى قالت أم المؤمنين أم سلمة: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من سب عليا فقد سبني، ومن سبني فقد سب الله تعالى (3). ولقد أخبر الإمام علي عن هذه الثقافة فقال: " إنكم ستعرضون على سبي فسبوني، فإن عرضت عليكم البراءة فلا تتبرأوا مني فإني علي الإسلام "، وفي رواية - فإني على الفطرة (4).
وفي رواية: فإني ولدت على الفطرة وسبقت إلى الإيمان والهجرة (5).
وروي أن ابن عباس قال لمعاوية: ألا تكف عن شتم هذا الرجل؟ قال: ما كنت لأفعل حتى يربوا عليه الصغير ويهرم فيه الكبير (6). وهذه الاستمرارية التي