استنادا لبعض الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة وبالإضافة إلى الجواز فإنهم أفتوا باستحبابها وفضيلتها.
أما دعاة السلفية فإنهم كما يبدو لا يحرمون أصل الزيارة بل يحرمون السفر وشد الرحال إلى زيارة قبور الصالحين، لحديث: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث مساجد: مسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى (1).
ومما لا شك فيه أن زيارة القبور تنطوي على آثار أخلاقية وتربوية هامة. إن مشاهدة هذه القبور التي تضم في أعماقها مجموعة كبيرة من الذين.
عاشوا في هذه الحياة الدنيا ثم انتقلوا إلى الآخرة وهم سواء الغني والفقير والقوي والضعيف ولم يصحبوا معهم سوى ثلاث قطع من القماش فقط، يهز الإنسان قلبا وروحا ويخفف فيه روح الطمع والحرص على الدنيا وزخارفها وشهواتها.
ونظر الإنسان إليها بعين الاعتبار لغير سلوكه في هذه الحياة واعتبر لآخرته وراح، يخاطب نفسه إن هذه الحياة المؤقتة لا بد أن تزول وإن الأيام التي أعيشها لا بد أن تنتهي ويكون مصيري إلى حفرة عميقة تتراكم علي تلال من التراب وهناك الحساب إما ثواب وإما عذاب فلا تستحق هذه الحياة المؤقتة أن يجهد الإنسان نفسه من أجل المال والجاه والمنصب فيظلم هذا ويؤذي ذاك ويرتكب الجرائم والمنكرات.
إن نظرة تأمل إلى هذه القبور الساكنة ترقق القلب مهما كان قاسيا وتسمع الإنسان مهما كان صما وتبصر العيون مهما كانت غاشية وكثيرا ما تدفع بالإنسان إلى إعادة النظر في سلوكه وحياته والشعور بالمسؤوليات الكبيرة أما الله تعالى والناس لقول الرسول (ص): (زوروا القبور فإنها تذكركم