والطمع وتذكر الآخرة في نفس الزائر فإنها في الوقت ذاته تفيد الميت أيضا على الرغم من أنه يرقد تحت أكوام من التراب وقد قطع أمله من أي شئ لأن الزيارات الإسلامية مرفقة بقراءة الدعاء وإهداء ثوابه إلى الميت وهذه الهدية هي أفضل هدية يمكن للإنسان الحي أن يهديها إلى عزيزه الراقد تحت التراب.
إذا فما هو الفرق والحال هذه بين الرجل والمرأة كي تحرم زيارة أحدهما وتباح زيارة الآخرة لولا الشروط الخاصة بالنساء من القول بالهجر والويل والثبور والنياحة.
وهذا يكره للنساء لقلة صبرهن وكثر جزعهن وأما اتباع الجنازة فلا رخصة لهن فيه، لحديث أم عطية قالت: نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا (1).
زيارة القبور على مذهب أهل البيت (ع) في الأحاديث المروية عنهم:
عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (ع) قال: سمعته يقول: عاشت فاطمة (ع) بعد أبيها خمس وسبعون يوما لم تر كاشرة ولا ضاحكة، تأتي قبور الشهداء في كل جمعة مرتين: الاثنين والخميس فتقول: ههنا كان رسول الله (ص) ههنا كان المشركون (2).
عن أبي عبد الله (ع) قال:: قال أمير المؤمنين (ع): زوروا أمواتكم فإنهم يفرحون بزيارتكم وليطلب أحدكم حاجته عند قبر أبيه وعند قبر أمه بما يدعو لهما (3).