الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٨١٩
وكان الصوت الذي سمعته أشبه بالصوت الذي يخرجه العازفون بالكنارات في عزفهم بكناراتهم، 3 وكانوا يرتلون نشيدا جديدا (2) أمام العرش وأمام الأحياء الأربعة والشيوخ. ولم يستطع أحد أن يتعلم النشيد إلا المائة والأربعة والأربعون ألفا الذين افتدوا من الأرض. 4 هؤلاء هم الذين لم يتنجسوا بالنساء، فهم أبكار.
هؤلاء هم الذين يتبعون الحمل أينما يذهب (3).
هؤلاء هم الذين افتدوا من بين الناس باكورة لله والحمل، 5 وفي أفواههم لم يوجد كذب (4)، إنهم لا عيب فيهم.
[الملائكة تنذر بيوم الدينونة] 6 ورأيت ملاكا آخر يطير في كبد السماء، معه بشارة أبدية يبشر بها المقيمين في الأرض من كل أمة وقبيلة ولسان وشعب، 7 فيقول بأعلى صوته: " اتقوا الله ومجدوه، فقد أتت ساعة دينونته، فاسجدوا لمن خلق السماء والبر والبحر والينابيع ". 8 وتبعه ملاك آخر ثان يقول:
" سقطت، سقطت بابل العظيمة (5)، التي من خمرة سورة بغائها سقت جميع الأمم " (6).
9 وتبعهما ملاك آخر ثالث يقول بأعلى صوته:
" من سجد للوحش وصورته وتلقى سمة على جبهته أو يده، 10 فسيشرب هو أيضا من خمرة سخط الله، مسكوبة صرفا في كأس غضبه، ويعاني العذاب في النار والكبريت (7) أمام الملائكة الأطهار وأمام الحمل. 11 ودخان عذابهم يتصاعد أبد الدهور، ولا راحة في النهار والليل للساجدين للوحش وصورته ولمن يتلقى سمة الوحش. 12 هذه ساعة ثبات

(2) راجع رؤ 2 / 17 +.
(3) هذا التأكيد على تضامن تام مع المسيح قد يلقي ضوءا على موضوع البتولية. وهذه البتولية، بصفتها وضعا مثاليا، تميز، على ما ورد، الشعب المسيحي. ولكن، لا بد من فهم هذه البتولية بمعنى واسع واستعاري، أي سلامة الكنيسة وأمانتها، بصون نفسها من كل تلوث بعبادة أصنام العالم. وقد يكون هناك أيضا تحذير عملي من الزنى المقدس (" لم يتنجسوا بالنساء ").
(4) يدل " الكذب " أحيانا كثيرة، منذ العهد القديم، على ديانة الآلهة الكاذبة.
(5) ابتداء من الجلاء، أصبحت " بابل " تسمية نموذجية للممالك المعادية لله ولشعبه، والمكتوب عليها اللعنة (راجع اش 46 / 1 - 3 و 47 / 1 - 15 وار 50 / 29 - 32 و 51 / 44 - 58 وزك 5 / 5 - 11).
(6) يرمز إلى فساد بابل بالنشوة التي يثيرها الفسق.
والكاتب، بتلميحه إلى بعض ممارسات القصوف الوثني، يشير بوجه أوسع إلى الفساد الروحي والأخلاقي الذي تؤدي إليه عبادة الأوثان.
(7) مجاز تقليدي لعقاب الكفار (راجع رؤ 19 / 20 و 20 / 10 و 21 / 8. يربط أحيانا بين هذه الكناية وكناية " جهنم " النار وقد تكون الأولى مشتقة من الثانية (راجع متى 8 / 8 - 9). إن وادي جهنم، الذي كان يقع على جانب أورشليم في جنوبها الغربي، اشتهر أولا مع الأسف بعبادة مولك، وكان الأنبياء يعدونه مكانا منجسا (راجع 2 مل 23 / 10 وار 7 / 31 و 19 / 5 - 6 و 32 / 35). وبعد الجلاء، كانوا يحرقون فيه الجثث النجسة والنفايات. ولا شك أن هذه الممارسة قد أثرت في تصورات العقاب الأخيري اللاحقة (راجع اش 66 / 24). وفي بعض المؤلفات المنحولة اليهودية وكتابات الربانيين، دل " جهنم " على مكان تعذيب الكفار، ويبدو أن عدة نصوص من العهد الجديد تأثرت بهذا التقليد وبالاستعارات التي ترافقه (راجع أخنوخ 22 / 27 و 4 عز 7 ومتى 5 / 22 و 29 و 10 / 28 و 18 / 9 ومر 9 / 43 ولو 12 / 5 ويع 3 / 6).
(٨١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 814 815 816 817 818 819 820 821 822 823 824 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة