الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٧٩٩
وهي منذ اليوم تؤدي في العبادة خدمتها السماوية، وسيظهر نصرها بعد قليل (7 / 9 - 12 و 15 و 14 / 3 و 20 / 4 و 6).
وهكذا تحيا الكنيسة في الوقت الحاضر مختلف وجوه سر المسيح، فتتبع الحمل كيفما سار (14 / 4) وتوجب عليها موافقتها هذه للمسيح مواقف خلقية وروحية:
- لما كان يجب عليها أن تؤدي الشهادة في عالم لا يعرف الله، فهي مدعوة إلى أن تحيا في الأمانة (1 / 3 و 2 / 10 و 13 و 26 و 3 / 8 و 14 / 12 و 22 / 7 و 9).
- إنها في هذه الأرض منفية، تعاني الاضطهاد، ولكن الله يحميها ويغذيها بباكورة القيامة والموقف الذي يلائم حالة المحنة هذه، والتي مع ذلك تضمن لها المجد، هو موقف الثبات، والثبات وجه خاص من وجوه الأمانة، كما أن الاستشهاد وجه خاص من وجوه الشهادة (1 / 9 و 2 / 2 و 3 و 10 و 3 / 10 - 11 و 13 / 10 و 14 / 12).
- والكنيسة في حالة رحيل، تسير نحو ظهور أورشليم السماوية، وطنها الحقيقي، وهي تتأهب لأن تحيا بالتجلي الذي سيتم لربها. وهذا الأمل بالمجد الآتي يحفظ الكنيسة في حالة توتر تفيض رجاء:
" تعال، أيها الرب يسوع " (6 / 10 و 10 / 7 و 11 / 17 - 18 و 12 / 10 - 12 و 15 / 2 - 4 و 1 / 7 - 9 و 20 / 3 - 4 و 22 / 07 و 20).
هذا البلاغ يعنينا، فهو يتجاوز إعلان مجئ للمسيح في المستقبل تبقى مواعده وأحواله غير أكيدة. وليست الغاية منه أن يحفظ المؤمنين في حنين مبهم يعزيهم من خيبة آمالهم في شؤون الأرض ويدعوهم إلى التخلي من التزامهم.
ليس ملكوت المسيح حدثا يقع في المستقبل، بل حقيقة حاضرة. وما يوصف به مجئ المسيح في المجد والدينونة الأخيرة يقتصر على أن يعرض، في نور الله وفي ديمومة الأبدية، ما يتم اليوم في سر الغيب والتاريخ. يعبر الإنسان في كل لحظة عن انتمائه، ويوضح مصيره، وتمتحن صحة إيمانه، وتجري دينونته في كل لحظة. إن الحرب الطاحنة بين عبادة أوثان الأرض والاعتراف بالمسيح وحده تدور رحاها حوله وفي باطنه. والكلام النبوي يدعو المؤمن إلى تقدير ما لكل لحظة من شأن أبدي.
لا يتغاضى ذلك الكلام، لا عن السهو ولا عن الخفة، بل يدفع إلى الالتزام الفوري التام. ينظر سفر الرؤيا إلى الحياة الحاضرة في نظرته إلى مجئ المسيح، فيذكر أن السيد المسيح هو في نهاية التاريخ كما هو في بدئه، وأن أمور الأرض هي رهينة التدبير الإلهي، وإن بدا خلاف ذلك في الظاهر. ولكنه يستعمل الكثير من الرموز الطقسية، فيدعو جماعة المؤمنين إلى أن تجعل اقامتها شعائر العبادة تلاقيا حاضرا بينها وبين المسيح ودعوة إلى موافقة لفصح الرب وإعلانا وانتظارا لظهور أورشليم السماوية، وما جماعة المؤمنين سوى استباقها وعلامتها.
(٧٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 794 795 796 797 798 799 800 801 802 803 804 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة