الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٦٦٧
ذلك ولم يتمسك بالأقوال السليمة، أقوال ربنا يسوع المسيح، وبالتعليم الموافق للتقوى، 4 فهو رجل أعمته الكبرياء ولا يعرف شيئا، بل به هوس في المجادلات والمماحكات، ومنها ينشأ الحسد والخصام والشتائم والظنون السيئة 5 والمناقشات بين قوم فسدت عقولهم فحرموا الحق وحسبوا التقوى وسيلة للكسب. 6 أجل، إن التقوى كسب عظيم إذا اقترنت بالقناعة (2)، 7 فإننا لم نأت العالم ومعنا شئ، ولا نستطيع أن نخرج منه ومعنا شئ (3). 8 فإذا كان عندنا قوت وكسوة فعلينا أن نقنع بهما. 9 أما الذين يطلبون الغنى فإنهم يقعون في التجربة والفخ وفي كثير من الشهوات العمية المشؤومة التي تغرق الناس في الدمار والهلاك، 10 لأن حب المال أصل كل شر، وقد استسلم إليه بعض الناس فضلوا عن الإيمان وأصابوا أنفسهم بأوجاع كثيرة.
[ما أمر به طيموتاوس] 11 أما أنت، يا رجل الله، فاهرب من ذلك. واطلب البر والتقوى والإيمان والمحبة والصبر والوداعة 12 وجاهد في الإيمان جهادا حسنا وفز بالحياة الأبدية التي دعيت إليها وشهدت لها شهادة حسنة (4) بمحضر من شهود كثيرين. 13 وأوصيك، في حضرة الله الذي يحيي كل شئ وفي حضرة المسيح يسوع الذي شهد شهادة حسنة في عهد بنطيوس بيلاطس (5)، 14 أن تحفظ هذه الوصية وأنت برئ من العيب واللوم إلى أن يظهر ربنا يسوع المسيح. 15 فسيظهره في الأوقات المحددة له (6) " ذلك السعيد القدير وحده ملك الملوك ورب الأرباب 16 الذي له وحده الخلود ومسكنه نور لا يقترب منه وهو الذي لم يره إنسان ولا يستطيع أن يراه له الاكرام والعزة الأبدية. آمين " (7).
[صورة الغني المسيحي] 17 وص أغنياء هذه الدنيا بألا يتعجرفوا ولا يجعلوا رجاءهم في الغنى الزائل، بل في الله الذي يجود علينا بكل شئ لنتمتع به، 18 وأن

(2) " إذا اقترنت بالقناعة ": " الترجمة اللفظية: " مع الاكتفاء الذاتي ". يدل الاكتفاء الذاتي، منذ أيام أفلاطون، على وضع من يكتفي بذاته ويملك نفسه حتى أنه يقتنع بما عنده.
(3) قول مأثور ورد في أدب ذلك الزمان وأيدته سلطة الرسول.
(4) قد يكون المقصود الشهادة التي شهدها طيموتاوس عند اعتماده.
(5) إن الشهادة التي شهدها يسوع أمام بنطيوس بيلاطس (يو 18 / 36 - 37) هي مثال لشهادة طيموتاوس.
(6) " في وقته " أو " في الوقت المحدد " (كما في 2 / 6)، أي عندما يحكم الله، سيد الزمان والتاريخ، بأن يظهر ابنه (راجع طي 1 / 3 ورسل 1 / 7).
(7) لا شك أن هذه المجدلة مأخوذة من مجموعة الصلوات المألوفة في مجامع العالم اليوناني. إن التأكيد على ملكية الله الشاملة (راجع تث 10 / 17 ومز 136 / 3 و 2 مك 13 / 4) تتعارض مع العبادة الوثنية المؤداة للقياصرة، كما أن التأكيد على سموه وتعذر إدراكه يقاوم المزاعم الغنوصية ل‍ " المعرفة " الإلهية (راجع 6 / 20).
(٦٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 662 663 664 665 666 667 668 669 670 671 672 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة