الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٦٢٨
العالم، فما بالكم، كما لو كنتم عائشين في العالم، تخضعون لمثل هذه النواهي: 21 " لا تأخذ، لا تذق، لا تمس "، 22 وتلك الأشياء كلها تؤول بالاستعمال إلى الزوال؟ (23) إنها وصايا ومذاهب بشرية (24) 23 لها ظاهر الحكمة لما فيها من نفل وتخشع وتقشف (25)، ولكن لا قيمة لها لأنها غير صالحة إلا لإرضاء الهوى البشري (26).
[3] 1 فأما وقد قمتم مع المسيح، فاسعوا إلى الأمور التي في العلى (1) حيث المسيح قد جلس عن يمين الله. 2 ارغبوا في الأمور التي في العلى، لا في الأمور التي في الأرض، 3 لأنكم قد متم وحياتكم (2) محتجبة مع المسيح في الله. 4 فإذا ظهر (3) المسيح الذي هو حياتكم، تظهرون أنتم أيضا عندئذ معه في المجد.
[وصايا عامة في الحياة المسيحية] 5 أميتوا إذا أعضاءكم التي في الأرض (4) بما فيها من زنى وفحشاء وهوى وشهوة فاسدة وطمع وهو عبادة الأوثان، 6 فإن تلك الأشياء أسباب لغضب الله. 7 ذاك ما كنتم عليه بالأمس حين كنتم تحيون في هذه المنكرات. 8 أما الآن فألقوا عنكم أنتم أيضا كل ما فيه غضب وسخط وخبث وشتيمة. لا تنطقوا بقبيح الكلام 9 ولا يكذب بعضكم بعضا، فقد خلعتم الإنسان القديم وخلعتم معه أعماله، 10 ولبستم الإنسان الجديد (5)، ذاك الذي يجدد على صورة خالقه ليصل إلى المعرفة. 11 فلم يبق

(٢٣) يرى بعضهم في مطلع الآية ٢٢ تابعا لحكم معلمي قولسي فيترجمون: " واستعمال هذه الأشياء كلها يؤدي إلى الهلاك ".
(٢٤) تلميح إلى اش ٢٩ / ١٣ (راجع متى ١٥ / ٩).
تعود العبارة إلى فعل " خضع للنواهي " في الآية ٢٠، يفصلها عنه تعداد النواهي في الآية ٢١ والتعليق الوارد في مطلع الآية ٢٢.
(٢٥) آية لا يخلو تركيبها ومفرداتها الاصطلاحية من الصعوبة. فعلى قدر ما تفهم هذه المفردات بأنها ميزات يتباهى بها المعلمون أو ممارسات يندد بها الرسول، تتخذ الألفاظ معنى حسنا أو معنى سوء: " نفل " أو " عبادة اعتباطية "، و " تخشع " بمعنى التمسك بعبادة أو مشروع شرعوي، و " تقشف " بمعنى " الزهد " أو بمعنى " احتقار الجسد ".
(٢٦) ترجمة أخرى: " لأنها غير صالحة لقمع وقاحة الهوى البشري ".
(١) أي الحياة الجديدة التي أوحي بها في يسوع المسيح، خلافا للعالم القديم (" الأمور التي في الأرض "، الآية ٣). فليس المقصود الحط من شأن " الأمور الأرضية ".
ردت الرسالة إلى أهل غلاطية على الهجمات التعليمية، فقالت: لا تستطيعون أن تعودوا فتنزلوا إلى الأسفل.
(٢) قراءة مختلفة: " وحياتنا ".
(٣) وجهة النظر السماوية / الأرضية لا تلغي التنازع الماضي / الحاضر: تحافظ الرسالة إلى أهل قولسي على انتظار مجئ المسيح المجيد.
(٤) راجع روم ٧ / ٥ حيث تدل " الأعضاء " على أشد ما فينا تواطؤا مع الخطيئة. حاول بعضهم أن يفهموا هذه العبارة بمعنى غنوصي، فقالوا بأن الأعضاء الخمسة تكون إما الإنسان القديم وإما الإنسان الجديد (راجع الرذائل الخمس والفضائل الخمس الوارد ذكرها في الآيتين 5 و 12).
(5) تعبر عبارة " الإنسان الجديد " (هنا وفي أف 2 / 15 و 4 / 24) عن التحول الجذري الذي يجري في الوجود والذي تعينه المعمودية. يبشر العهد الجديد بتجديد الإنسان تحت تأثير الروح الذي يهبه " قلبا جديدا " قادرا على معرفة الله (حز 36 / 26 - 27 وراجع مز 51 / 12). وبفضل خلق جديد يتم في المسيح " آدم الجديد " (1 قور 15 / 45) و " صورة الله " (قول 1 / 15)، يرشد الإنسان إلى انسانيته الحقيقية: إنه " مخلوق على صورة الله في البر والقداسة " (أف 4 / 24) ويسير، بالطاعة، نحو المعرفة الحقيقية (قول 3 / 10 وراجع تك 2 / 17). وهذا الإنسان الجديد يكون البشرية الجديدة، وقد تجاوزت التمييز القديم في العنصر والدين والثقافة والطبقة الاجتماعية (قول 3 / 11). فهو مطبوع في آن واحد بطابع جماعي (الكنيسة) وشخصي (المعمد).
(٦٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 623 624 625 626 627 628 629 630 631 632 633 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة