أو المختلة التركيب (2 / 18 - 19 و 20 - 23) والاكثار من الجمل المعترضة أو الموصولة.
2. ويلاحظ أيضا تطور في مسألة اللغة، فإن كلمات كان بولس قد استعملها تحدث حولها تبلورا للفكر غير معهود، أمثال رأس وجسد وأصحاب رئاسة وأصحاب سلطة وأركان العالم وسر ووكالة وملء وحكمة وغنى ومعرفة الخ.. (يلاحظ تأثير شديد للأدب الحكمي). وكلمة " قديسيون " تغلب للدلالة على المسيحيين.
3. يتبدل الفكر نفسه ويكون تبدله على نحو يكاد أن لا يشعر به أحيانا، ولكنه يدل على نظرات جديدة. ويلاحظ على الخصوص التشديد والتغيير في هذه الأمور:
- يبلغ ارتفاع المسيح قدره الذي يشمل الكون، فيشاد به رأسا للكون ولأصحاب القدرة ورأسا للكنيسة.
- يتبدل التفهم لمعنى الكنيسة: كان يقال لها " الجسد " ليعبر في 1 قور 2 عن الوحدة في التنوع ضمن الجماعة. فاتسعت هذه الفكرة هي أيضا سعة شاملة. فالكنيسة (الجسد) في هذه الرسالة تميز من المسيح (الرأس) على نحو أوضح مما كان الأمر في 1 قور.
- تتبوأ ظروف المكان (فوق وتحت) مكان الصدارة على ظروف الزمان والآخرة. فالملكوت يجعل فوقنا، على أنه الحقيقة التي تعلونا (1 / 13 و 3 / 1 - 4)، لا أمامنا، على أنه الحقيقة الآتية نحونا (راجع مر 1 / 15).
- من جراء ذلك يتبدل التفكير اللاهوتي في المعمودية تبديلا ذا شأن. عبر بولس، في روم 6 في صيغة الماضي، عن اتحادنا بالمسيح وفي صيغة المستقبل عن اشتراكنا في قيامته. أما في الرسالة إلى أهل قولسي، فإنه يقول في المعمد أنه قد قام في المسيح (راجع 2 / 12 و 3 / 1).
- يحل معنى الملء وموضوعا الحكمة والاستنارة محل المعاني الحقوقية المرتبطة عند بولس بعمل الروح القدس. فيتحول الإنجيل رويدا رويدا إلى " السر ".
ستظهر هذه الصفات كلها في الرسالة إلى أهل أفسس، فإن وجوه الشبه في الانشاء والتفكير بين الرسالتين مشكلة قائمة في نفسها (راجع المدخل إلى الرسالة إلى أهل أفسس).
[صحة نسبة الرسالة] أهم العناصر التي تدخل في الحساب هي:
1. المقاييس الأدبية التي لخصناها آنفا. فعلى قدر ما يجعل لها المرء من الشأن وبحسب ما يرجح وجوه الشبه بين هذه الرسالة وسائر الرسائل أو وجوه الاختلاف بينها، يعد الرسالة من عمل الرسول، وقد بلغ سعيه آخر شوطه، أو من عمل أمين سر له، أو أحد تلاميذه المقربين، أو آخر الأمر من عمل متأخر يعود إلى ما سماهم بعض الناس " المدرسة البولسية ".
2. الأمور التي تساعد على توضيح الصلات بين الرسالة إلى أهل قولسي وسائر الرسائل. هذه الصلات متشعبة، فالرسالة إلى أهل قولسي تبدو متشابهة ورسائل كتبت في أوقات مختلفة. إن موضوعا