أو (ابن الله) ليس مقصودا بها ولادة طبيعية ذاتية من الله، وإلا لقيل ولد الله، ولم يقصد بها ما يقال عادة عن المؤمنين جميعا أنهم أبناء الله، لأن نسبة المسيح لله هي غير نسبة المؤمنين عامة لله، ولم يقصد بها تفرقة في المقام من حيث الكبر والصغر، ولا الزمنية، ولا في الجوهر، لكنه تعبير يكشف لنا عمق المحبة السرية بين الله والمسيح وهي محبة متبادلة، وما المحبة بين الأب والابن الطبيعيين سوى أثر من آثارها وشعاع ضئيل من بهاء أنوارها، ويراد بها إظهار المسيح لنا أنه الشخص الوحيد الذي حاز رضا الله، وأطاع وصاياه فقبل الموت، موت الصليب، لذلك يقول فيه هو ابني الحبيب الذي به سررت).
والذي يدعو القس إبراهيم سعيد إلى أن يفلسف النصوص الدينية الصريحة عندهم إلى هذه المعاني أن الأقوال التي ينقلها كتاب الأناجيل عن المسيح حول التوراة ما زالت تعتبر التوراة مصدرا دينيا عندهم، والتوراة تصرح بالتوحيد، وتدعو له، وتحث عليه، وتلعن الاشراك بكل مادته وجميع ألوانه وصنوفه، فحتى تلتقي نصوص الأناجيل القائلة بالتثليث، ونصوص التوراة القائلة بالتوحيد كان لا بد لفلاسفة المسيحية من القساوسة أن يقولوا بمثل ما يدافع به القس إبراهيم سعيد.
وحول النصوص الخاصة بهذه المادة: أعني مادة التثليث، راجع الآيات التالية في أناجليها:
1 - من يوحنا: 1 / 31، 44 ص 123 / الإصحاح 10 / 30 ص 141، الإصحاح 20 / 28 ص 157 لغة إندونيسية.
2 - من متى: الإصحاح 5 / 17 ص 7، الإصحاح 3 / 17 ص 5، الإصحاح 26 / 63 ص 44، الإصحاح 8 / 24 - 27 ص 12، الإصحاح 28 / 19 ص 468.