اليعازر: يا سيدي أراك تمجد القرآن تمجيدا كبيرا وهذا شئ مدهش.
القس: يا اليعازر إنك طلبت مني تدريس ولدك عمانوئيل في الحقايق.
وهل تطلب مني أن أظلم الحقيقة إذا جرى ذكرها. وأتدنس برذيلة التعصب.
فإن كنت تندهش من قول: الحق فإني مفارقكم يا اليعازر..
أما إني أرضى بما عندك من التمييز فخذ القرآن واقرأه من أوله إلى آخره فهل تجد فيه شيئا يخالف المعقول وهل تجد فيه شيئا مثل الذي اعترضت به أنت وولدك عمانوئيل على التوراة؟
اليعازر: العفو يا سيدي. أخطأت أنا فسامحني يا سيدي. داء جهلي هو الذي صدر منه ما سمعه سيدي.
فكيف يضجر منه سيدي وهو - الطبيب لداء الجهل والعارف بفلتات هذا الداء الردئ. فالعفو يا سيدي وأسأل الله أن لا يحرمني البركة بملازمة خدمتك فلا تصدع يا سيدي قلوبنا بقولك " إني مفارقكم ".
عمانوئيل: يا سيدي لاتم سيدي الوالد فإن المسموع قد يشوش ذهن الانسان. وإن أصحابنا النصارى هداهم الله يجعلون القرآن كلام رجل أمي وحشي خال من المعارف والفضيلة. قد شحن بالعوائد الوثنية وخشونة العرب وغلظة الوحشيين والأغلاط التاريخية والعرفانية والاجتماعية. يا سيدي فإذا كان قد سمع هذا الذم للقرآن مع أنه يعتقد التوراة كلام الله القدوس وقد شاركنا في ما تقدم من الاعتراضات الباهضة عليها فلا تلمه يا سيدي إذا ساء ظنه بالقرآن واستوحش من تمجيده.
فالواجب على لطف سيدي القس إزالة المعاثر عن طريق سيدي الوالد.
يا سيدي الوالد. ألم تنظر إلى سيدنا القس منذ قرأنا عليه التوراة