هذا ما قالوا.
والحق: إن كل واحد من الخلفاء الأربعة - بل جميع الصحابة - مكرم عند الله، موصوف بالفضائل الحميدة " (1).
إقراره بالدلالة وإعراضه عن التأويل أقول: لقد أنصف السمرقندي، فنقل استدلالات الشيعة على أفضلية أمير المؤمنين عليه السلام، وإن أضاف إليها - عن كياسة أو جهل - كلمات غير صادرة عنهم، وأذعن بدلالالتها وأقر بمتانتها... ومنها حديث الطير، فإنه أورده ولم يناقش في سنده، ولم يتبع الفخر الرازي في تقولاته - وإن قلده في مواضع كثيرة ونقل أقواله ولو بالتفريق والتوزيع ووافقه عليها - لما رأى فيها من السخافة والركاكة المانعة من التفوه بها.
ويؤكد إقراره بالحق أو عجزه عن الجواب تخلصه عن استدلال الشيعة بقوله:
" والحق: إن كل واحد... ". فإنه يعلم بأن هذه الجملة لا تفي للجواب عن تلك الاستدلالات المتينة والبراهين الرصينة، التي يكفي كل واحد واحد منها لإثبات مطلوب الشيعة، على أن ما قاله مجرد دعوى فهو مطالب بالدليل عليها. ولو فرض أن الثلاثة - بل جميع الصحابة " مكرم عند الله موصوف بالفضائل الحميدة " فإن هذا لا ينافي أفضلية أمير المؤمنين عليه السلام منهم.