فرية محمد طاهر الفتني على ابن الجوزي وقال محمد طاهر الكجراتي الفتني: " في المختصر: اللهم ائتني بأحب الخلق إليك يأكل معي هذا الطير. له طرق كثيرة كلها ضعيفة. قلت: ذكره أبو الفرج في الموضوعات " (1).
وهذه فرية... إذ أنه غير مذكور في (الموضوعات).
والعجيب أيضا: أن الفتني ينسب هذا إلى ابن الجوزي ليعتمد عليه في رد هذا الحديث؟ وهو القائل عن ابن الجوزي في صدر كتابه ما نصه:
" ولعمري إنه قد أفرط في الحكم بالوضع، حتى تعقبه العلماء من أفاضل الكاملين، فهو ضرر عظيم على القاصرين المتكاسلين. قال مجدد المائة السيوطي: قد أكثر ابن الجوزي في الموضوعات من إخراج الضعيف بل ومن الحسان ومن الصحاح... ".
فظهر أن النسبة كاذبة من أصلها. وعلى فرض الصحة فإنه يرى ابن الجوزي مفرطا في الحكم بالوضع، وأن كتاب الموضوعات فيه أحاديث صحاح أيضا.
بل، لقد تعقب الفتني الهندي ابن الجوزي في بعض ما حكم بوضعه بأن الحديث مما أخرجه الترمذي، فلا يحكم عليه بالوضع وإن ضعفه... فلو فرض ذكر ابن الجوزي حديث الطير في الموضوعات لكان على الفتني أن يتعقبه، لكونه من أحاديث الترمذي في صحيحه، لا سيما وأن الترمذي لم يحكم عليه بالضعف؟!
فما الذي حمل الفتني على هذا الموقف من الحديث غير التعصب؟!