صوت عائشة عاليا وهي تقول: والله لقد علمت أن عليا أحب إليك من أبي.
فأهوى أبو بكر ليلطمها وقال: يا بنت فلانة، أراك ترفعين صوتك على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمسكه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخرج أبو بكر مغضبا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة كيف رأيتني أنقذتك من الرجل! ثم استأذن أبو بكر بعد ذلك، وقد اصطلح رسول الله صلى الله عليه وسلم وعائشة فقال: أدخلاني في السلم كما أدخلتماني في الحرب. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد فعلنا " (1).
وقال الحافظ ابن حجر: " أخرج أحمد، وأبو داود، والنسائي، بسند صحيح، عن النعمان بن بشير قال: استأذن أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم، فسمع صوت عائشة عاليا وهي تقول: والله لقد علمت أن عليا أحب إليك من أبي " (2).
تنبيهات على بطلان دعاوى وتأويلات لقد كانت تلك ثلة من الأحاديث والآثار الواضحة الدلالة على أن أمير المؤمنين عليه السلام أحب الخلق لدى الله ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مطلقا... لا سيما ما كان منها عن عائشة.. مع انحرافها عن الإمام عليه السلام... ومن هنا صرح العلامة جلال الدين الخجندي - بالنسبة إلى أحاديث عائشة ومعاذة الغفارية وأبي ذر الغفاري - بأن هذه الأحاديث لدلالتها على أحبية علي عليه السلام تعاضد حديث الطير وتؤيده، ونص العلامة محمد ابن إسماعيل الأمير على أن الأخبار المذكورة دليل على أن أمير المؤمنين عليه السلام أحب الخلق إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم... كما سنقف