الرواية عنه، لأنه تكلم في نسب مالك، فكان مالك لا يروي عنه، وهو ثبت لا شك فيه " (1).
8. هذا الحديث مروي بالمعنى والظاهر - على تقدير صحة الحديث - أن أبا هريرة قد نقله بالمعنى، فأضاف إليه لفظتي " ليس " و " دون " الدالين على الحصر، نظير ما زعمه ابن حجر المكي في (صواعقه) بالنسبة إلى حديث الغدير، والكابلي في (صواقعه) و (الدهلوي) في (تحفته) بالنسبة إلى حديث ابن عباس في معنى آية المودة.
ويؤكد ما ذكرنا من عدم وجود اللفظين في أصل الحديث، ما أخرجه مسلم بطريق آخر، حيث قال: " حدثني زهير بن حرب، نا يزيد - هو ابن هارون - أنا أبو مالك الأشجعي، عن موسى بن طلحة، عن أبي أيوب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الأنصار ومزينة وجهينة وغفار وأشجع ومن كان من بني عبد الله موالي دون الناس، والله ورسوله مولاهم " (2).
9. قيل: " إنما " قد لا تدل على الحصر لقد زعم غير واحد من علماء أهل السنة ومحققيهم كالتفتازاني في (شرح المقاصد) والقوشجي في (شرح التجريد) و (الدهلوي) في (التحفة) في الجواب عن الاستدلال الشيعة بآية الولاية: * (إنما وليكم الله...) *... زعموا أن أداة الحصر إنما يكون نفيا لما وقع فيه تردد ونزاع...
فنقول: وهل كان في ولاية الله ورسوله لهذه القبائل تردد ونزاع حتى يحتاج إلى أداة الحصر؟ كلا اللهم كلا...