5) حول رسالة الجاحظ في فضل علي عليه السلام وإن تصنيف الجاحظ رسالة فضائل المؤمنين - عليه السلام - إنما كان يفيده لو لم يرتكب تلك القبائح، ولم يطعن في فضائل الإمام - عليه السلام - في رسالة أخرى صنفها في نصرة العثمانية.
ومع ذلك فإنا لا نستبعد اعتقاد الجاحظ بإمامة علي بعد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ولعله من هنا أثبت في رسالته في الفضائل أفضليته من غيره، واعترف بمناقبه وفضائله التي لا تحصى، ولكن دعته الدواعي الدنيوية والشهوات النفسانية إلى تصنيف الرسالة الأخرى، التي زعم فيها كون الإمامة بالميراث...
كما ذكره الشريف المرتضى والقاضي التستري - رحمهما الله تعالى -.
ونظير ذلك ما ذكره شمس الأئمة محمد بن عبد الستار الكردي العمادي المتوفى سنة 642 * ترجم له محيي الدين ابن أبي الوفا القرشي في (الجواهر المضية في طبقات الحنفية) بقوله: " كان أستاذ الأئمة على الإطلاق والموفود إليه من الآفاق، قرأ بخوارزم على الشيخ برهان الدين ناصر بن أبي المكارم عبد السيد بن علي المطرزي صاحب المغرب، ثم رحل إلى ما وراء النهر وتفقه بسمرقند على شيخ الاسلام المرغيناني صاحب الهداية، والشيخ مجد الدين المهاري السمرقندي المعروف بإمام زاده، وسمع الحديث منهما، وتفقه ببخارى على العلامة بدر الدين عمر بن عبد الكريم، والشيخ شرف الدين أبي محمد عمر بن محمد بن عمر العقيلي ... وبرع في معرفة المذاهب وإحياء علم أصول الفقه بعد اندراسه من زمن القاضي أبي زيد الدبوسي وشمس الأئمة السرخسي، وتفقه عليه خلق كثير... ".
وترجم له محمود بن سليمان الكفوي في (كتائب أعلام الأخيار من مذهب النعمان المختار) بقوله: " الشيخ الإمام الموفود إليه من الآفاق مرضي الشمائل، جامع مكارم الأخلاق، بدر الأمة، شمس الأئمة... أخذ عن كبار الفقهاء