2. إعراض الرازي عن روايات الواقدي إن الفخر الرازي نفسه لم يعبأ بروايات الواقدي، وأسقطها من الحساب وكأنها لم تكن، فقال في مبحث مطاعن عثمان بن عفان من كتابه (نهاية العقول):
" قوله: ثانيا - إنه رد الحكم بن أبي العاص وقد سيره رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قلنا: إنه - رضي الله عنه - أجاب عن ذلك بنفسه فيما رواه سيف بن عمر في كتاب الفتوح: إني رددت الحكم وقد سيره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مكة إلى الطائف، ثم رده رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فرسول الله سيره ورسول الله يرده، أفكذلك؟
قالوا: اللهم نعم.
وقيل: إنه روى عثمان - رضي الله عنه - في زمن أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه أذن في رده، فقالا له: إنك شاهد واحد، لأن ذلك لم يكن شهادة على شرع حتى تكفي رواية الواحد، بل كان حكما في غيره، فلا بد من الشاهدين، فلما صار الأمر إليه حكم بعلمه.
قوله: ثالثا - إنه كان يعطي العطايا الجزيلة لأقاربه.
قلنا: لعله كان يعطيها من صلب ماله، لأنه كان ذا ثروة عظيمة ".
أقول: فالعجب من الرازي، إنه حين يريد تضعيف حديث الغدير يقول:
لم يخرجه الواقدي، مع أن عدم الاخراج لا يفيد الرد.
وحين يجيب عن مطاعن عثمان، لم ينظر بعين الاعتبار إلى روايات الواقدي المؤكدة لتلك المطاعن.
وعلى هذا أيضا: فإن لنا أن نقول: إن سكوت الواقدي عن رواية حديث الغدير وغير قادح في تواتره وصحته.