ترجعون اليه في عقائد الدين وأصوله، وكيف جزمتم بأنه لمتي وأنتم لا تعلمون الذي ترجمه؟ ولا تدرون هل أدخل فيه من الضلالات ما لا يرضى به متي ولا المسيح؟ ولم لا يجوز أن تكون النسخة العبرانية قد وقعت في يد أحد اليهود أو الدخلاء في المسيحية فترجمها بما وافق غرضه ولائم هواه ودس فيها من العقائد ما يغضب الجبار ويوجب الخلود في النار؟
وقصد المترجم إدخال الفساد في مذهب المسيح (عليه السلام) وقد صرح أيضا بهذا (بالس شانتر) في الأصحاح الأول الفقرة 39 و 40. ويظهر للمتأمل من قرائن الحال ان صاحب هذه الترجمة بعد أن أخفى النسخة الأصلية من عالم الوجود أظهر ترجمته هذه المملوءة بالدسائس والفضائح، ولا عجب من ذلك لأنه لاشك عدو يريد الفتك بعدوه، إنما العجب من أمة مثل النصرانية على كثرة عددها قبلت تلك الترجمة من مجهول الاسم والحال والدين مع مخالفتها للأناجيل الثلاثة واشتمالها على هذه الخزعبلات المخالفة للمعقول والمنقول، وأنا أضرب للقوم مثلا علهم يهتدون وهو: انه لو فرض أن رجلا مجهول الاسم والنسب والدين حضر عند أهل قرية منكم وبيده كتاب يزعم أنه سورة كتاب كان أرسله لهم ملكهم وفقد منه قبل وصوله إليهم وليس على ذلك الكتاب علامة الملك ولا طابعه، فقرؤه فوجدوا فيه أمرا يخالف ما يعهدونه من أوامر ملكهم، وفي ذلك الكتاب ما يدل على أن الرجل