طبع الله على قلوبهم فلا يعقلون، ثم التفت وافهم أيها العاقل كيف علمك المسيح كيفية الاستدلال على صدق الداعي حيث قال في الأصحاح السابع من إنجيل متي:
" احترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة من ثمارهم تعرفونهم هل تجتنون من الشوك عنبا أو من الحسك تينا هكذا كل شجرة جيدة ان تضع أثمارا رديئة ولا شجرة رديئة ان تضع أثمارا جيدة، كل شجرة رديئة تقطع وتلقى في النار فإذا من ثمارهم تعرفونهم ".
وانظر بالله عليك بعين الانصاف في أثمار الشجرة المحمدية هل هي جيدة أم رديئة؟ فإن كابرت في المحسوس وقلت بالتالي أفحمتك بقوله " كل شجرة رديئة لا تضع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار ".
وما قطعت بل نمت وبوركت وعلت إلى أن وصلت الدرجة القصوى والغاية العليا إذ عم النداء الشرق، والغرب وانتشرت الدعوة في أقطار الأرض، وكان الناس إذ ذاك منقسمين اقساما وطوائف على اختلافهم في الأديان والعقائد والطبائع والعوائد وكل حزب بما لديهم فرحون يموج بعضهم في بعض القوي يستعبد الضعيف والغني يستذل الفقير، فجاء الاسلام والأمة العربية أشد الأمم توحشا وأكثرهم فرقة وأعظمهم همجية فنفذ شعاعه في قلوب الكثير منهم حتى غلبوا من سواهم من العرب والعجم وفتحوا البلاد والممالك.