نبي، أو مسيح أو نحوه فأجاب بألفاظ لا يظهر منها معنى صحيح ويجل المسيح عن التكلم بمثل هذا الكلام، وما هو الا دس من جاهل أحمق لا يفرق بين الأبيض والأزرق.
ولا يبعد أن المسيح أجاب اليهود بأن التوراة، وسفار الأنبياء من البدء أخبرتكم، وأنبأتكم عني وعن أوصافي فلا حاجة للسؤال مني وإن كنتم في ريب فاسألوا من كتبكم وهو معنى تام.
والأساقفة حرفوه وكتبوه كما ترى، والعجب كل العجب من علماء النصرانية، وأفاضلهم في زماننا كنا نأمل بعد أن ذاقوا معرفة العلم أن يصلحوا ما أفسده أسلافهم فإذا هم عند كل طبع للكتب المقدسة يحرفونها ويزيدون فيها وينقصون إلى أن جعلوها في قالب يستحيل تأويلها بعد ما كانت ممكنة التفسير والتوفيق.
فتأمل أيها المنصف في تحريف علماء المدنيين كيف زادوا وغيروا في جملة واحدة من إنجيل وأصحاح واحد، والمسألة واحدة في مدة ثلاثين سنة وقس عليه ما جرى في هذه المدة الطويلة.