وإن كان ذلك غير صحيح فأي دين يسمح لهم بالتنكيل بإنسان ذي حرمة مصانة؟! أم إنهم كانوا كما قال الشاعر:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا ثانيا: وإما أن يكون حجم ما ضيعه يوازي أو يقل عما عثر عليه مما يصح معه القول بأن ثمة رجحان قد حدا به إلى مفاضلة أحد الأمرين على الآخر.
وبكلمة أخرى فإن الإنسان عادة حينما يوضع بين مفترقي طرق، فلا بد - ضمن النسق العقلاني - من أن يختار أكثر الطرق انسجاما مع مصالحه الدنيوية أو الأخروية.
وموضوع كهذا ترتبط معاييره إما بدنيا، فمن الواضح أنه خسر دنيا مهمة، فهل يا ترى حظي بدنيا أكثر أهمية من دنياه التي كان فيها قبل أن تمتلئ حبالته بما سيجده القارئ الكريم؟ أو أنه حظي بآخرة على مسار آخر غير مسار أهل البيت (ع)، وفي حالة كهذه فهنيئا له بعده عن ديننا ومعتقدنا!
ويبقى هنا أن نشير إلى الغرابة من استغراب بعضهم من إمكانية وقوع الانحراف، ولا ندري أين موضع الغرابة في ذلك؟! فلقد قدم لنا القرآن العديد من صور الانحراف لدى جهات كان موضوعها أسمى بكثير من موضوعنا هذا، فذاك إبليس (لع) ألم يكن طاووسا للمتعبدين في الجنة، فما باله أصبح واحدا من أكبر رموز الضلال والإضلال؟!.
وذاك بلعم بن باعوراء وهو من وصف في قوله تعالى: (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها) [الأعراف: 175] فما باله تحول من هذا الموقع إلى الموقع الذي