(أعلى الله مقامهم جميعا) أم هو؟ ولتكشف حقيقة التهمة التي تحدث بها مرارا عن صاحب العقد النفسية الذي اتهمه بالانحراف؟.
ومن هو الذي تعمل أفكاره على هدم المذهب وتشويه صورته؟
وبالتالي من هو الأولى بتهمة الدخول بصورة أو بأخرى في مشاريع الاستخبارات العالمية وأجهزة الموساد - كما رددها كثيرا - لهدم الطائفة التي برزت كواحدة من أخطر التهديدات الجادة لكل مشاريع الاستكبار في المنطقة؟.
فإن لم تكن مفردات الكتاب بكاشفة عن حقيقة الحال في هذه المعركة فلا أقل من أن تكون هذه المفردات بمثابة تساؤلات نطرحها بين يدي التيار الذي يتبناها عله يجيبنا عليها فلقد سمعنا محمد حسين فضل الله وهو يقول:
إنني أعتبر أن الإنسان الذي يقف في موقع عام لا يملك نفسه، وإن من حق الناس أن تناقشه حتى في خصوصياته ويجب عليه أن يجيب عن ذلك. (كتاب حديث عاشوراء:
104).
نقول ذلك ونترك المهمة بعدها للقارئ الكريم كي يكون صاحب إصبع الاتهام العريضة، علما بأننا هنا لم نتول إلا حصر بعضا من هذه الأفكار التي حوته كتبه ومحاضراته.
وليس لنا بعد كل ذلك إلا مخاطبة من لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء:
(ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين). [الأعراف: 89].
يبقى علينا أن نشير إلى أننا وجدنا أن من المناسب التعليق الموجز على بعض الفقرات التي قد لا يعي بعض القراء مغازيها الحقيقية، وأملنا بالقارئ الكريم أن يتحرر من كل عاطفة أو وهج قد يعكسه التأريخ والإعلام لتلميع شخصية أو ذمها وهو يحاول تحري الحقيقة, وليكن رائده في كل ذلك الحقيقة وحدها وأن لا يعير الطرف إلا إلى الموقف الذي يمليه عليه دينه وغيرته على العقيدة.
ولربما سيجد في رحلة البحث هذه الكثير من الضوضاء التي قد تحركها المعايير الحزبية في التقييم، أو الأهواء الساذجة في الأحكام، وعليه أن لا يصيخ السمع إلى كل الشعارات البراقة التي قد تطرح هنا أو هناك لكي تبعده عن رؤية الحقيقة بما هي حقيقة مجردة.