يتحايل فيه من أجل قتل نبي الله موسى (ع)؟! وغير ذلك كثير مما يحدثنا التاريخ الرسالي، وما قصة قارون ببعيد!!
وقد حفلت التجربة الإمامية بالكثير من صور الانحراف، ولئن رأينا في صور حركة الواقفة كيف أن الانحراف يصطاد العديد من وكلاء الإمام الكاظم (ع)، فلقد رأينا في صورة أبي جعفر المنصور الذي كان واحدا من أبرز الناعين للإمام الحسين (عليه السلام) ليتحول من بعدها إلى قاتل الإمام الصادق (ع)، ولقد رأينا صورة علي بن إسماعيل بن الإمام الصادق (ع) كيف يسقط في حضيض التحايل لقتل عمه وإمامه الإمام الكاظم (عليه أفضل التحية والسلام)!
وغير ذلك الكثير من النماذج التاريخية، فأين وجه الغرابة في كل ذلك؟.
وأسخف من ذلك قول الذين يرون فيه سيدا من بني هاشم فيتحرجون من البراءة منه، وكأنهم غفلوا عن حقيقة أن أبا لهب (لع) كان سيدا من بني هاشم، وكان عم النبي (صلوات الله عليه وآله)!!
أو كأنهم نسوا أن قتلة الأئمة الصادق والكاظم والرضا والجواد والهادي والعسكري (عليهم أفضل الصلاة والسلام) من مردة بني العباس كانوا من غير بني هاشم؟!
أو كأنهم لم يتذكروا أن من أسس لظلامة حرماننا من إمام زماننا مهدي آل محمد (أرواحنا لتراب مقدمه الفداء) كانوا من غير هؤلاء!!
يبقى علينا أن نلفت انتباه القراء الكرام قبل قراءة هذه النصوص إلى عدد من الملاحظات التي نعتبرها ضرورية جدا في التعرف على الصورة الحقيقة لأفكار هذا الرجل من خلال هذا الكتاب أو من خلال كتبه ومحاضراته، وهي ما يلي:
أ - من أجل صورة شاملة لإبعاد الانحراف عليه أن يأخذ هذه الأمور بصورتها المجموعية، لا أن يأخذها بشكل منفرد، فالصورة المنفردة لن تعطي إلا تقاطيع مبتورة الأجزاء، لذا فقد لا يلمس المرء خطورة كبيرة من بعض هذه التفاصيل، في الوقت الذي لو أخذت الصورة فيه بمجموعها، فإن ذلك كفيل بأن يرينا كامل الصورة، مثل ذلك مثل لعبة