ترجمته في ميزان الاعتدال. على أن شيخه عبد الله بن لهيعة ممن ضعفه أئمتهم في الجرح والتعديل فراجع أقوالهم في أحواله من معاجم التراجم كميزان الاعتدال وغيره تجده مشهودا عليه بالضعف من ابن معين وابن سعيد وغيرهما، وهناك مغامز أخر في غير هؤلاء الثلاثة من رجال هذا الطريق لسنا في حاجة إلى بيانها.
أما الطريق الثاني من طريقي الحديث فينتهي إلى أبي زيد مولى عمرو بن حريث عن عبد الله بن مسعود: أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال له ليلة الجن:
عندك طهور؟ قال: لا إلا شئ من نبيذ في أداوة قال صلى الله عليه وآله: تمرة طيبة وماء طهور فتوضأ.
أخرجه ابن ماجة والترمذي وأبو داود. وليس فيما رواه أبو داود فتوضأ به وهذا الحديث باطل من هذا الطريق أيضا كما هو باطل من طريقه الأول. وحسبك في بطلانه أن مداره على أبي زيد مولى عمرو بن حريث وهو مجهول عند أهل الحديث كما نص عليه الترمذي وغيره وقد ذكره الذهبي في الكنى من ميزانه فنص على أنه لا يعرف، وأنه روى عن ابن مسعود وأنه لا يصح حديثه. وأن البخاري ذكره في الضعفاء وأن متن حديثه: أن نبي الله صلى الله عليه وآله توضأ بالنبيذ. وأن الحاكم قال: إنه رجل مجهول.
وأنه ليس سوى هذا الحديث " الباطل ".
وبالجملة فإن علماء السلف أطبقوا على تضعيف هذا الحديث (1) بكلا طريقيه على أنه معارض بما أخرجه الترمذي في صحيحه وأبو داود في