وتعصمنا فيه فيما نستأنف من العيوب، حتى لا يورد عليك أحد من ملائكتك 375 إلا دون ما يورد عنا من أبواب الطاعات لك وأنواع القربات إليك.
اللهم! إنا نسألك بحق هذا الشهر وبحق من تعبد لك فيه من ابتدائه إلى وقت فنائه من ملك قربته أو نبي أرسلته أو عبد صالح اختصصته أن تجنبنا الالحاد في توحيدك والتقصير في تمجيدك والاغفال لحرمتك والعمى عن سنتك والانخداع لعدوك الشيطان الرجيم، اللهم! أهلنا فيه لما وعدت أولياءك من كرامتك وأوجب لنا ما أوجبت لأهل الاستقصاء لطاعتك واجعلنا في نظم من استحق الدرجة العليا من جنتك واستوجب مرافقة الرفيق الأعلى من أهل كرامتك بفضلك ورحمتك وجودك ورأفتك.
اللهم! وإن لك في كل ليلة من ليالي شهرنا هذا رقابا يعتقها عفوك ويهبها صفحك، واجعل رقابنا من تلك الرقاب واجعلنا لشهرنا هذا من خير أهل وأصحاب وامحق 376 ذنوبنا مع إمحاق هلاله واسلخ عنا تبعاتنا مع انسلاخ أيامه حتى ينقضي عنا وقد صفيتنا من الخطيئات وأخلصتنا 377 من السيئات، اللهم! إن ملنا 378 فيه فعدلنا وإن زغنا عنه 379 فقومنا وإن اشتمل علينا عدوك الشيطان الرجيم فاستنقذنا، اللهم اشحنه بعبادتنا وزين أوقاته بطاعتنا، وأعنا في نهاره على صيامه وفي ليله على قيامه بالصلاة لك والتضرع إليك والخشوع لك والذلة بين يديك حتى لا يشهد نهاره علينا بغفلة ولا ليله بتفريط، اللهم!