صنعك 57 في الفعال قد أبصره العباد حتى 58 نظروا وفكر فيه الناظرون فاعتبروا، فتباركت منشئ الخلق بقدرتك وصانع صور الأجساد بعظمتك ونافخ النسم 59 فيها بعلمك ومحكم أمر الدنيا والآخرة بحكمتك وأنت الحامد نفسه بما أنت أهله المجلل رداء الرحمة خلقه المسبغ عليهم فضله الموسع عليهم رزقه، لم يكن قبلك يا رب رب ولا معك يا إلهي إله لطفت في عظمتك دون اللطفاء 60 من خلقك وعظمت على كل عظيم بعظمتك وعلمت ما تحت أرضك كعلمك ما فوق عرشك، تبطنت للظاهرين من خلقك ولطفت للناظرين في قطرات أرضك، فكانت وساوس الصدور كالعلانية عندك وعلانية القول كالسر في علمك، فانقاد كل شئ لعظمتك وخضع 61 كل سلطان لسلطانك وقهرت ملك الملوك بملكك وصار أمر الدنيا والآخرة بيدك يا لطيف اللطفاء في أجل الجلالة ويا أعلى الأعلين في أقرب القرب، أنت المغشي بنورك حدق الناظرين والمحير في النظر أطراف 62 الطارفين والمظل شعاعه 63 أبصار المبصرين فحدق الأبصار حسر دون النظر إليك وأناسي العيون خاشعة لربوبيتك لم تبلغ مقل حملة العرش 64 منتهاك ولا المقائسين 65 قدر علوك ولا يحيط بك المتفكرون فسبحانك وبحمدك، تباركت ربنا جل ثناؤك، اللهم! صل على محمد عبدك ورسولك ونبيك نبي الرحمة البر بالأمة والواعظ بالحكمة والدليل على كل
(٤٤٥)