بل من المفيد أن ننعت بالكذب كل ما تصورنا في أقل داع للشك، وذلك حتى يمكننا لو تأتى لنا اكتشاف بعض أشياء تظهر لنا بينة الصدق، بالرغم من احتياطنا هذا، اعتبارها أكثر الأشياء يقينا وأيسرها معرفة.
ويلزمنا أن نشك أيضا في سائر الأشياء التي كانت تبدو لنا فيما مضى يقينية جد اليقين، حتى في براهين الرياضيات ومبادئها، بالرغم من أنها بينة بيانا كافيا، وذلك لأن هناك من الناس من أخطأ فيها...
وعندما نرفض على هذا النحو كل ما يمكن أن يناله أقل شك، بل نعتبره كاذبا، فإنه من السهل علينا، أن نفترض أنه ليس هناك إله وسماء ولا أرض وإننا بدون جسم، ولكننا لا نستطيع أن نفترض أننا غير موجودين عندما نشك في صحة هذه الأشياء كلها، إذ من غير المستطاع لنا أن نفترض أن من يفكر غير موجود بينما هو يفكر، بحيث أننا مهما نبالغ في افتراضاتنا.
لا نستطيع تجنب الحكم بصدق النتيجة الآتية: أفكر إذن أنا موجود. وبالتالي فهي أولى وأيقن القضايا التي تمثل لإنسان يقود فكره بنظام ". (ديكارت - مبادئ الفلسفة).
هذه منهجية ديكارت في الشك الذي هو الوسيلة المفضلة للفلسفة الحديثة والسبيل إلى اليقين.
وكتب أبو هاجر:
الأخ الكريم العاملي.. أتفق معك بشكل مجمل، وإن كان يجب علينا أن نعرف عملية التفكير نفسها أولا.
يا الصباغ: قلت: " وعندما نرفض على هذا النحو كل ما يمكن أن يناله أقل شك، بل نعتبره كاذبا، فإنه من السهل علينا أن نفترض أنه ليس هناك إله وسماء ولا أرض وأننا بدون جسم ".
الله موجود ليس في ذلك أدنى شك.. وأجسامنا موجودة ليس في ذلك أدنى شك.. وكلمة السماء لا أدري ماذا تعني بها بالضبط؟ فالعقل السليم يصدر حكما