بحركاته المتنوعة المعتدلة والمتطرفة، التي لم تزدها ردة الفعل الغربية إلا اتساعا في الشعوب، لأنها تشعر بأنها مستهدفة من الغرب، وأن تمسكها بدينها يحميها.
* * من هذا، يتضح أن الملحدين والمشككين في وجود الله تعالى، إنما هم بقايا من حملة الفكر الشيوعي والفكر الغربي المعادي للدين، وهم لا يمثلون إلا شريحة صغيرة منهزمة من مثقفي الأمة ومتعلميها، وليس لهم أتباع يذكرون من عامة أبنائها! وهم في الغالب يخفون إلحادهم وتشكيكهم خوفا من أهليهم ومسلمي مجتمعاتهم!
لقد قدر لي أن أعرف واحدا من الذين ناقشتهم في واحات النت، فأشفقت عليه وهو يرجوني أن لا أكشف اسمه لأحد، فوعدته خيرا، وأخذت أتأمل في شخصيته لأفهم دوافعه إلى تبني الإلحاد بعنف، مع أنه ليس على يقين منه؟! فلم أجد سببا إلا أنهم سلبوه إيمانه بشبهاتهم، وربوه على حب تحقيق الذات، وما يسميه إمامهم نيتشه " الإنسان السوبرماند "، فوضع في رأسه أن يكونه!
لقد ذكرني بقوله تعالى: إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله.. وذكرني بالخوارج الذين كانوا مصابين بمرض تحقيق الذات القيادية إلى أقصى حد.. فقد جاء مؤسسهم زهير بن حرقوص بعد حرب حنين، ووقف على النبي صلى الله عليه وآله وهو يقسم الغنائم فقال له بلهجة الآمر: إعدل يا محمد! (البخاري: 4 / 179)!!
ثم جاءه إلى المدينة (فأقبل حتى وقف عليهم ولم يسلم! فقال له رسول الله: أنشدتك بالله هل قلت حين وقفت على المجلس: ما في القوم أحد أفضل مني أو أخير مني؟! قال: اللهم نعم! ثم دخل يصلي)!! (مسند أبي يعلى: 1 / 90).
فهو يصلي لله، الصلاة التي نزلت على هذا النبي، ويرى أنه أفضل منه، ولعله