وكتب العلماني بتاريخ 26 - 09 - 2000:
لا يا شيخنا الكريم... العقل والمنطق السليم يقولان لنا بأن الوجود من عدم والإيجاد من عدم أمران مستحيلان.. (لاحظ مثلا بأن القرآن الكريم يعين مادة الوجود عادة: طين، حمأ مسنون... الخ...). الآن.. فلنفرض أن واجب الوجود موجود، وأراد واجب الوجود هذا إن يوجد ممكن الوجود، فهل يوجده من عدم؟ لا، لأن ذلك يتنافي مع منطقنا القائل بأن لا شئ ممكن أن يوجد من عدم.
إذا، فإن واجب الوجود عاجز عن أن يوجد ممكن الوجود، إلا إذا استعمل شيئا لإيجاده.. لذلك فممكن الوجود لا يدل على واجب الوجود، لأنه لن يكون بالإمكان إيجاده.. يعني أن الطاولة تدل على النجار عند صنعها، ولكن ما لم يستطع النجار أن يصنع الطاولة، فهي لا تستطيع أن تدلنا على النجار لأنها ما زالت غير موجودة.. ولكن قد تقول لي بأن العالم فعلا موجود، وأقول فلنبحث إذا عن مادته التي استعملها واجب الوجود كي يوجده (فلا شئ يوجد من عدم) واسلم لي.
وكتب العاملي بتاريخ 26 - 09 - 2000:
الأخ العلماني، ما دمنا قبلنا أن للكون عمرا، فلا بد أن نصل إلى أول عمره، ثم إلى الصفر قبله، الذي سميناه للتوضيح: العدم المحض.
فأنا وأنت نقبل بمرحلة العدم المحض.. ومهم قلنا عن أصل الكون، فهذا الأصل له عمر أيضا، وفيما قبله لم يكن شئ، أي عدم محض. وهذا معنى قولنا: كان الله ولم يكن معه شئ.. أي كان واجب الوجود فقط، ولم يكن شئ من الكون لا أصل ولا فصل، وهذا مقصودنا بقولنا: كان الكون عدما محضا، ولا نقصد أن الكون متولد من العدم!