عليها شرف العلم البريطاني، وجعلتموه يتوقف على حماية اليهودي في أرض دخلها قوم، يدعي هو وقد يكون ادعاؤه باطلا، أنهم أجداده منذ نحو ثلاث آلاف سنة، بطريقة غير شرعية.
تتكلمون عن " فلاح العرب والمسيحيين " بسبب نجاح الحركة الصهيونية. أما الفلاح فسأعود إليه فيما يلي، وأما قولكم " العرب والمسيحيين " ففيه خطأ قد يعيركم به باعة الجرائد عندنا لأنه لا يوجد في فلسطين " عرب ومسيحيون " بل شعب هو جزء من الأمة السورية، التي تحمل رسالة تنص في جملة مواردها على إنهاض العالم العربي أجمع.
الحقيقة أن سوريي فلسطين قد أفلحوا فلاحا عظيما، ولكنه غير الفلاح الذي تعنونه. إن الفلاح الذي لا تتمنونه، الفلاح في ضرب الطامعين في وطنهم ضربات كادت تكون قاضية لولا تدخل جنود بريطانيا.
إن في الدماء التي أسالوها من اليهود الغرباء، في الدماء الزكية التي بذلوها، برهانا قاطعا يكذب ادعاءكم بأنه ليس في فلسطين أمة!
يمكنكم يا سيدي، أن تغتبطوا أنتم وإخوانكم الصهيونيون " بزوال الشكوك التي قامت على أثر الورقة البيضاء البديعة " لكن لا يمكنكم أن تغتبطوا بالحقيقة الراهنة التي تعرفونها وهي أن وجود ورقة ما، بيضاء كانت أو سوداء، أو عدم وجودها، لا يغير شيئا من إيمان أمة مصممة على الاحتفاظ بجميع حقوقها في وطنها ورد الطامعين به مهما كلفهم الأمر.
" لليهود دعوى خاصة بحقهم في أرض كنعان " ولكنها دعوى نحن نعرف والعالم كله يعرف مبلغها من الصحة. إنكم تحاولون إثبات هذه الدعوى بالقول إن اليهود لم يجدوا وطنا لهم في مصر وفي بابل. فهل وجد اليهود وطنا لهم في