في نيويورك انقطعت الكهرباء أحد عشرة ساعة.. فماذا حدث؟ أكلوا بعضهم، سرقوا بعضهم، قتلوا بعضهم! وعندنا تنقطع الكهرباء أياما، فيسهرون عند بعضهم، ويساعدون بعضهم!!
عندنا في بيروت والقاهرة والرياض.. مجتمع فيه علاقات إنسانية، فيه ضمير علاقات إنسانية.. إذا رأى الجار أحدا يسرق بيت جاره في غيابه، يغار عليه..
في الغرب.. لا خبر عن شئ من ذلك..
عندنا قيم تدخل في حساب سلوك أفرادنا حتى الفساق.. بل المسلم عندنا إذا صار شيوعيا ملحدا تبقي معه قيم وفائه من دينه ومجتمعه، فيفي لشيوعيته! بالطبع لم يأت الملحد بوفائه من الديالكتيك؟ بل من (رواسب) دينه!
الغرب ليس فيه بنية المجتمع الذي يدوم! فبنيته قائمة على (وضع) اقتصادي يربط بين أفراده بخيط رفيع! ما أن ينفرط حتى ينفرط المجتمع ويأكل بعضه!
وكتب غربي:
لا يا شيخنا.. لم أقل أنا بزيف الحضارة الغربية. كيف أقول ذلك، وأنا أدعو في كل محفل، لأن نأخذ منهم ما يناسبنا وندع.
ما لدينا بديل أجمل وأسمى! كيف أتسق مع نفسي، وأنا أرى الحضارة الغربية منجما فيه الكثير مما يمكننا من الانطلاق، مستلهمين تراثنا الخالد، والكثير من قيمنا النبيلة، مستغنين عن أسباب تخلفنا، وثوابت تراجعنا، مستفيدين من عطايا التاريخ، ومراهنين على فهم المستقبل.
أنا قلت بأن الحضارة الغربية مليئة بالمثالب والمخازي، ولكنها تستحق لقب حضارة، عن طيب خاطر، أو حتى عن كسره.
الاعتدال عندي، ليس له مفاهيم كثيرة.. هو النظر بعين الحقيقة والواقع، إلى