وأكلت هند زوجة أبي سفيان كبده ومثل بجثته فترك ذلك أثرا سيئا على الحبيبين أبناء العمومة فهدا عمهما وما يمنع أن يكون الدافع الدموي والقرابة والنسب قد أحزن الرجلين على عمهما أشد الحزن.
وكان رضي الله عنه في هذا اليوم صلبا فقد هتف وهو يضرب بعنف ويثير غبارا هائلا خلفه ويقول: أبايعك يا رسول الله على الموت، وثبت الرجل بجوار رسول الله وكان يدور حوله، يتلقى السهام عنه شارك في حاجز بشري من المؤمنين الصالحين في الدفاع عن سيد الخلق المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ومنهم الفاضل المعاصر عبد الرحمن الشرقاوي في " علي إمام المتقين " (ج 2 ص 42 ط مكتبة غريب في الفجالة) قال:
أما في يوم أحد فقد أصابته ست عشرة ضربة، وظل يطعن ويتلقى الطعنات، فيعالج ويعود للطعان، وخرج إليه طلحة بن أبي طلحة صاحب لواء المشركين فقال:
يا أصحاب محمد تزعمون أن الله يعجلنا بأسيافكم إلى النار ويعجلكم بأسيافنا إلى الجنة فأيكم يبرز إلي؟ فبرز إليه علي بن أبي طالب وقال: والله لا أفارقك حتى أعجلك بسيفي إلى النار. فاختلفا ضربتين، فضربه علي فسقط إلى الأرض جريحا، وبانت عورته. فتوسل إلى علي: أنشدك الله والرحم يا ابن العم. فانصرف علي عنه.
فقال المسلمون: يا علي هلا أجهزت عليه؟ فقال: ناشدني الله ولن يعيش. وظل طلحة ينزف حتى مات من ساعته.
وعاد من أحد بصحبة الرسول صلى الله عليه وسلم، وسيفاهما يقطران دما، فصليا بالمسجد، ثم دفعا بسيفيهما إلى فاطمة فغسلت عنهما الدماء. وعاد الرسول إلى بيته.
ومنهم العلامة أبو الجود البتروني الحنفي في " الكوكب المضئ " (ق 61 خ) قال: