بعثونا نسقيهم. وسألهم الرسول بعد أن فرغ من صلاته: أين قريش؟ قالا: هم وراء هذا الكثيب (من الرمال) فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: وما عددهم؟ قالا:
بين التسعمائة والألف.
وهكذا نجحت المهمة واستطاع الرسول تحديد قوة العدو وحجم قواته واستعد لذلك، صلوات الله وسلامه عليه.
واقترب الجيشان واحتبست الأنفاس، فهذه أول تجربة حقيقية بين أئمة الكفر الذين جاؤوا بجيش يزيد ثلاثة أضعاف جيش المسلمين.
وصمت الجميع وتحرك إلى الأمام ثلاثة فرسان هم من أبرز المقاتلين في جيش الكفار وهم عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة فصاحوا بصوت واحد فيه عجرفة وصلافة أئمة الكفر: هل من مبارز يا رجال محمد.
فخرج إليهم رجال من الأنصار بينهم عبد الله بن رواحة فسألوهم: من أنتم؟
قالوا: من الأنصار، فقالوا لهم: أكفاء كرام وما لنا بكم حاجة؟ ليخرج إلينا أكفاؤنا من قومنا. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: قم يا حمزة، قم يا عبيدة بن الحارث، قم يا علي.
وبارز علي بن أبي طالب الوليد بن عتبة فلم يمهله وقتله وتساعد عبيدة بن الحارث على عتبة مع حمزة فقتلوه وحمزة ليس في حاجة للتعريف هنا فقد أنجز مهمته.
وفي هذا اليوم العظيم أعز الله جنده وكان من أوائلهم علي بن أبي طالب زوج فاطمة بنت محمد وهزم الأحزاب وحده فجعله فئة قليلة تغلب فئة كثيرة بإذن الله ولكن للإمام أدوار كثيرة لنتابعها عن كثب.
ومنهم الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة 748 في " تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام " (ج 2 ص 89 ط بيروت سنة 1407) قال: