أبي طلحة، بينما أسقطته ضربة علي عليه السلام على الثرى، فرؤى علي وهو ينصرف عنه، ولا يجهز عليه، ولقد سأله أصحابه عن السبب الذي حمله على ترك سعد بن أبي طلحة من غير أن يقضي عليه، فقال: إنه استقبلني بعورته، وعلمت أن الله قد قتله.
واندفع عدد آخر من المشركين يحملون لواءهم ويريدون الثأر لأهليهم من علي، فإذا بعلي يلحقهم بهم إلى جهنم وبئس المصير بضرباته البكر التي بعد الدراسة والتأمل كأنها كانت وحيدة فريدة، تميزت عن سائر ضربات الأبطال.
ومنهم العلامة الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي المتوفى سنة 307 في " مسند أبي يعلى " (ج 1 ص 415 ط دار المأمون للتراث - دمشق) قال:
حدثنا أبو موسى، حدثنا محمد بن مروان العقيلي، عن عمارة بن أبي حفصة، عن عكرمة قال: قال علي: لما انجلى الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد نظرت في القتلى فلم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: والله ما كان ليفر، وما أراه في القتلى، ولكن أرى الله غضب علينا بما صنعنا فرفع نبيه صلى الله عليه وسلم، فما في خير من أن أقاتل حتى أقتل. فكسرت جفن سيفي ثم حملت على القوم فأفرجوا لي فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم.
ومنهم الفاضل المعاصر عبد المنعم الهاشمي في كتابه " أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم " (ص 58 ط دار الهجرة - بيروت) قال:
في غزوة أحد كان امتحان كبير تجاوزه المسلمون والرسول صلى الله عليه وسلم بروح عالية كان أمر الله هو النافذ فيهما فقد قتل فيها حمزة عم الرسول صلى الله عليه وسلم وقتله الوحشي.