ومنهم الشريف السيد عبد الله بن محمد الصديق بن أحمد الحسني الإدريسي المؤمني الغماري الطنجي المعاصر المولود بثغر طنجة سنة 1328 في (الابتهاج بتخريج أحاديث المنهاج) (ص 194 ط عالم الكتب في بيروت سنة 1405) قال:
حديث (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي) الترمذي من طريق زيد بن الحسن، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب، فسمعته يقول: يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي. قال الترمذي: حسن غريب.
ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن يحيى بن محمد بن عبد الواحد الونشريسي التلمساني المتولد في حدود سنة 834 والمتوفي بفاس سنة 914 في كتاب (المعيار المعرب) (ج 12 ص 205 ط بيروت) قال:
عن الترمذي بسنده من حديث جابر بن عبد الله قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته يخطب، فسمعته يقول: يا أيها الناس قد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله، وعشيرتي أهل بيتي.
قلت: فأوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتاب الله أن تراعى حدوده وبأهل بيته أن يكرموا من بعده، فإن إكرامهم دليل على التمسك بالكتاب والرغبة فيه، إذ إكرامهم أجرة الكتاب الذي هو أصل الكتاب (كذا)، والمحافظة على الأجرة وإيصالها أهلها دليل على الرغبة في المنفعة المستأجر عليها. وهذا من باب التمثيل والتشبيه المركب، لا سيما إن قيل أن الاستثناء في الآية منقطع.