شرح إحقاق الحق - السيد المرعشي - ج ٢٤ - الصفحة ١٦١
حديث الثقلين قال رسول الله (ص): إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي لن تضلوا بعدي ما إن تمسكتم بهما.
قد تقدمت الأحاديث الواردة ونقل مداركها منا في ج 9 ص 309 إلى ص 375 و ج 18 ص 261 إلى 289، ونستدرك هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك (1)
(١) قال العلامة الأستاذ البحاثة السيد محمد بن علي الأهدلي الحسني اليمني الأزهري في (نثر الدر المكنون) ص ٤٢ ط مطبعة زهران بمصر:
وقد أشار إليه الترمذي، وأخرجه ابن عقدة في الموالاة من حديث سعد بن طريف عن الأصبغ بن بنانة، وأخرجه بطوله عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وعن أبي الطفيل رضي الله عنه أن عليا كرم الله وجهه قام فحمد الله وأثنى عليه ثم أنشد الله من شهد يوم غدير خم إلا قام ولا يقوم رجل يقول نبئت أو بلغني إلا رجل سمعته أذناه ووعاه قلبه، فقام سبعة عشر رجلا منهم خزيمة بن ثابت وسهيل بن سعد وعدي بن حاتم وعفيف بن عامر وأبو أيوب الأنصاري وأبو سعيد الخدري وأبو شريح الخزاعي وأبو قدامة الأنصاري وأبو ليلى وأبو الهيثم ابن التيهان ورجال من قريش. فقال عليه السلام: هاتوا ما سمعتم.
فقالوا: نشهد إنا أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من حجة الوداع حتى إذا كان الظهر خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأمر بشجرات فشذبن وألقي عليهن ثوب، ثم نادى بالصلاة، فخرجنا فصلينا، ثم قام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس ما أنتم قائلون؟ قالوا: قد بلغت. قال: اللهم اشهد - ثلاث مرات. قال: إني أوشك أن أدعى فأجيب وإني مسؤول وأنتم مسؤولون.
ثم قال:
ألا إن دمائكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا أو حرمة شهركم هذا وأوصيكم بالنساء، وأوصيكم بالجار، وأوصيكم بالمماليك، وأوصيكم بالعدل والاحسان. ثم قال: يا أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فإنهما لن يفترقا يردا علي الحوض، فيأتي بذلك اللطيف الخبير.
وذكر الحديث في قوله صلى الله عليه وآله وسلم (من كنت مولاه فعلي مولاه) فقال علي كرم الله وجهه: صدقتم وأنا على ذلك من الشاهدين.
أخرجه الحافظ ابن عقدة من طريق محمد بن كثير عن قطر وابن الجارود وكلاهما عن أبي الطفيل، وعن حذيفة بن أسيد قال: لما صدر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من حجة الوداع نهى أصحابه عن سمرات متفرقات في الصحراء بالبطحاء أن ينزلوا تحتهن، ثم بعث إليهن فقم ما تحتهن من الشوك، وعمد إليهن فصلى عندهن، ثم قام فقال: يا أيها الناس إنه قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي عمر الذي يليه من قبله، وإني لأظن أني أوشك أن أدعى فأجيب، وإني مسؤول وأنتم مسؤولون فماذا أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وجهت ونصحت فجزاك الله خيرا. قال: أليس تشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمد عبده ورسوله، وأن جنته وناره حق، وأن الموت حق، وأن البعث حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور؟ قالوا: بلى نشهد بذلك. قال اللهم أشهد.
ثم قال: يا أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا مولاه - يعني عليا عليه السلام - اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. ثم قال: يا أيها الناس إني فرط لكم وأنتم واردون علي الحوض، حوض ما بين بصري إلى صنعاء فيه عدد النجوم قدحان من فضة، وإني سائلكم عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما، الثقل الأكبر كتاب الله عز وجل سبب طرفه بيد الله وطرقه بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي، فإنه قد نبأني اللطيف الخبير إنهما لن يتفرقا حتى يردا الحوض.
رواه الطبراني بإسنادين، وفي أحدهما زيد بن الحسن الأنماطي، قال أبو حاتم منكر ووثقه ابن حبان وبقية رجاله رجال الصحيح، ورجال السند الآخر كذلك غير نصر بن عبد الرحمن الوشاء وهو ثقة. وأخرجه أبو يعلى في مسنده.
وقد ذكر العلامة محمد بن يوسف الشامي الدمشقي الشافعي في كتابه جزء رابع من (سبل الهدى) جمعا كبيرا من المحدثين خرجوا هذا الحديث في كتبهم تواتر عن جمع من الصحابة رضي الله عنهم، نذكرهم في الخاتمة تميما للفائدة أحسن الله إليه ورحم والديه ووالدينا والمؤمنين أمين.
روى الإمام أحمد والحاكم عن ابن عباس وابن أبي شيبة والإمام أحمد عن ابن عباس عن بريدة والإمام أحمد وابن ماجة عن البراء والطبراني في الكبير عن جرير وأبو نعيم عن جندع والبخاري في التأريخ وابن قانع عن حبشي بن جنادة والترمذي وقال حسن غريب، والنسائي والطبراني في الكبير والضياء عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقموحذيفة بن أسيد الغفاري، والطبراني في الكبير وابن أبي شيبة والضياء عن أبي أيوب الأنصاري وجمع من الصحابة، وابن أبي شيبة وابن عاصم والضياء عن سعد بن أبي وقاص، والشيرازي في الألقاب عن عمر، والطبراني في الكبير عن مالك بن الحويرث، وأبو نعيم في فضائل الصحابة عن يحيى بن جعدة عن زيد بن أرقم، وابن عقدة في الموالاة عن حبيب بن بديل بن ورقاء وقيس بن ثابت وزيد بن شراحيل الأنصاري، والإمام أحمد عن علي وثلاثة عشر رجلا، وابن أبي شيبة عن جابر، والحاكم وابن عساكر عن علي وطلحة، والإمام أحمد والطبراني في الكبير والضياء عن علي وزيد بن أرقم وثلاثين رجلا من الصحابة، وأبو نعيم في فضائل الصحابة عن سعد بن أبي وقاص، والخطيب عن أنس بن ملك، والطبراني في الكبير عن عمرو بن مرةوزيد بن أرقم معا وحبشي بن جنادة، وابن أبي شيبة والإمام أحمد والنسائي وابن حبان والحاكم والضياء عن بريدة، والنسائي عن سعيد بن وهب عن عمر بن ذر مرفوعا، وعبد الله ابن الإمام أحمد عن القواريري عن يونس بن أرقم من طرق صحيحة عن أبي الطفيل وعن زيد بن أرقم وعن ابن عباس وعائشة بنت سعد وعن البراء وابن أسيد والبجلي وسعد، والطبراني في الكبير عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم، وابن أبي شيبة عن أبي هريرة واثني عشر رجلا من الصحابة، وذكر شطر الحديث الخاص بموالاة علي عليه السلام من فضائل الكرار كرم الله وجهه.