فهل هذه الأعمال تسيغ أن يكون صاحبها مسلما، فضلا عن أن يكون خليفة المسلمين، وأمير المؤمنين؟!
ثم سارت المروانية كلها على هذه السيرة، وما هو أشق وأشقى منها، عدا ما كان من العبد الصالح عمر بن عبد العزيز.
ثم خلفتها الدولة العباسية، فزادت كما يقال في الطنبور نغمات، حتى قال أحد مخضرمي الدولتين:
يا ليت جور بني مروان دام لنا * وليت عدل بني العباس في النار وتتبعوا الذراري العلوية من بني عمهم، فقتلوهم تحت كل حجر ومدر، وخربوا ديارهم، وهدموا آثارهم، حتى قال الشعراء في عصر المتوكل:
تالله إن كانت أمية قد أتت * قتل ابن بنت نبيها مظلوما فلقد أتته بنو أبيه بمثله * هذا لعمرك قبره مهدوما أسفوا على أن لا يكونوا شار * كوا في قتله فتتبعوه رميما (1) ضع في قبال ذلك سيرة بني علي عليه السلام وانسبها إلى سيرة المروانيين والعباسيين، هناك تنجلي لك الحقيقة في أسباب انتشار التشيع،