حديث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو من أهم الواجبات شرعا وعقلا، وهو أساس من أسس دين الاسلام، وهو من أفضل العبادات، وأنبل الطاعات، وهو باب من أبواب الجهاد، والدعوة إلى الحق، والدعاية إلى الهدى، ومقاومة الضلال والباطل، والذي ما تركه قوم إلا وضربهم الله بالذل، وألبسهم لباس البؤس، وجعلهم فريسة لكل غاشم، وطعمة كل ظالم.
وقد ورد من صاحب الشريعة الاسلامية، وأئمتنا المعصومين صلوات الله عليهم، في الحث عليه، والتحذير من تركه، وبيان المفاسد والمضار في إهماله ما يقصم الظهور، ويقطع الأعناق. والمحاذير التي أنذرونا بها عند التواكل والتخاذل في شأن هذا الواجب قد أصبحنا نراها عيانا، ولا نحتاج عليها دليلا ولا برهانا.
ويا ليت الأمر وقف عند ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يتجاوزه إلى أن يصير المنكر معروفا والمعروف منكرا، ويصير الآمر بالمعروف تاركا له، والناهي عن المنكر عاملا به، فإنا لله وإنا إليه راجعون [ظهر الفساد في البر والبحر] (1) فلا منكر مغير، ولا زاجر مزدجر. لعن الله الآمرين بالمعروف التاركين له، الناهين عن المنكر العاملين به (2).