ولعن من يشبهك فقال لا تقل هذا لأخيك فإن الله خلق آدم على صورته (1).
أقول: وتقدم من تأويلات هذه الألفاظ ويأتي بعض ذلك إن شاء الله تعالى.
الفصل الحادي عشر في توجيه الحديث الذي تمسك به بعضهم من قوله عليه السلام (من عرف نفسه فقد عرف ربه) (2).
أقول: لا يخفى أن هذا غير صريح في دعواهم ولا ظاهره ذلك ولا إشعار له بحلول ولا اتحاد ألا ترى أن قولنا: من عرف زيدا عرف أخاه ومن عرف الوزير عرف السلطان ومن عرف الدليل عرف المدلول لا يدل على الاتحاد بل على المغايرة لكن بعضهم الآن تعلق به وقد ذكر له بعض العلماء توجيهات وخطر ببالي وجوه آخر فلنذكر الجميع وهي اثنا عشر.
الأول: إنه لما حركت النفس البدن والروح الجسد لزم من معرفة ذلك معرفة أن للعالم مدبرا وللكون محركا فمعرفة النفس دليل على معرفة الرب.
الثاني: إن من عرف أن نفسه واحدة وإنها لو كانت اثنتين لأمكن التعارض والممانعة عرف أن الرب واحد والمدبر للعالم أحد فرد لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا (3).
الثالث: إن من عرف أن النفس تحرك الجسد بإرادتها علم أنه لا بد للعالم من محرك مختار للقطع بوجوب كمال الخالق أو استحالة النقص والعجز عليه فضلا عن العدم.
الرابع: إن من عرف أنه لا يخفى على النفس شئ من أحوال الجسد وحركاته